“الحوتُ” في تركيا… فهل هي مهمةٌ استخباراتية أم مجرّدُ زيارةٍ دينيةٍ؟! (فيديو)
وسط حشود من مريديه، وصل مدير دار النهضة للعلوم الشرعية «الكلتاوية» في مدينة حلب ، الشيخ «محمود الحوت» قبل يومين، إلى ولاية أضنة التركية، قادماً من حلب عبر مطار بيروت الدولي، ليستقبل من قبل أنصاره بـ «تقبيل يده»، في حين واكبت زيارته ردود فعلٍ غاضبةٍ من مئاتِ اللاجئين، الذين اعتبروا زيارته ايعازاً بانطلاق مخطّط جديد بـ «عنوان ديني» يستهدف تواجدهم في تركيا وقناعاتهم الراسخة ضد حكم نظام الأسد، كما اعتبروا حضورَه في هذا التوقيت، هدفه تمهيد طرق إعادتهم إلى مناطق النظام.
الزعيم الديني السوري، استهل جولته في «أضنة» التركية، بدروس دينية، كانت «الصوفية» أبرز عناوينها، مستغلاً الحشود الغفيرة من مريديه للدفاع عنها ضد الاتهامات التي طالتها، في حين لم تحضر سوريا أحداثها الدموية وحاضرها المؤلم ضمن خطبته الدينية، كما غاب اللاجئون أنفسهم الذين حضروا ندوته عن كلماته، ما عدا ذلك الدعاء الذي ذكرهم فيه كـ»مغتربين عن سوريا» متأمّلاً عودتهم لها سالمين.
الشيخ «الحوت»، كان قد عاد مطلع شهر حزيران/تموز، من مصر التي قصدها بعد انطلاق الثورة السورية إلى حلب، ورغم خروجه من سوريا، إلا أنه لم يصدر أيّ موقف صريح تجاه ما يجري في البلاد، ولم يؤيد مع أتباعه انتفاضة السوريين، ويعتبر «الحوت» أحد أبرز مشايخ «الصوفية» في حلب، وهو صهر الشيخ محمد النبهان، والذي يعتبر عند أهالي مدينة حلب من «الأولياء الصالحين».
من جانبها، قالت مصادر على اطلاع بحراك «الحوت» السابق لـ «القدس العربي»: أنّ روسيا ونظام الأسد هما من الجهات الداعمة وراء تحركاته الدينية، والهدف هو عزم موسكو إعادة هيكلة المؤسسة الدينية السورية على الطريقة التي فعلتها سابقاً في الشيشان، عبر أدلجة المنظمة الدينية تحت سلطة الحاكم، وضمان منع خروجها عن سلطته وقراره في أحلك الظروف.
وأضافت أنّ هدف زيارته الحالية إلى تركيا، هو الرهان على مشروع جديد بمظلّة دينية، ومدى قدرته على التأثير بين السوريين، ونسبة الذين سوف يستطيع إقناعهم بالعودة إلى حكم نظام الأسد في حلب، مشيرة إلى استغلاله من نظام الحكم كـ «أداة» في تنفيذ مخطط يستهدف السوريين في تركيا بداية، وتوجيه لكمة معنوية للثورة السورية عبر رجل الدين الذي كان يحظى بشعبية كبيرة في حلب.
وأشارت المصادر إلى أنّ روسيا هي من دفعت بشار الأسد للقاء عدد من أئمة الدين في دمشق مؤخّراً، بهدف تلميع صورته في الأوساط المحلية وخاصة الدينية، وكذلك تعمّد الأسد زيارة رجال الدين من الأقليات، وجمع الجميع تحت حكمه، والاعتماد عليهم في المرحلة المقبلة التي تتمحور حول إعادة حكمه بين عامة السوريين.
الموالون لرجل الدين السوري الشهير، وكذلك أنصاره، دافعوا عن زيارته، حيث نقلت وسائل إعلام سورية عن بعض اتباعه، أنّ سبب زيارته الحالية هو «الحج»، إلا أن مصادر أخرى قوامها شخصيات ومؤسسات خارج الشريحة المقرّبة من الشيخ «الحوت»، اعتبر الأخير حاملاً تطمينات للاجئين السوريين مقدمة من نظام الأسد وروسيا، فيما لو وافقوا على العودة إلى حلب وأريافها برفقته، وآخرون اعتبروا خروجه من سوريا مجدّداً «هرباً» من الأسد والدول الداعمة له.