“الخيامُ ليستِ الحلَّ”… مشكلةُ إيواءِ طالبي اللجوءِ تتفاقمُ في النمسا

سلّط تقريرٌ الضوءَ على معاناة طالبي اللجوء في النمسا، بعد أنْ تقدّمَ خلالَ الأشهر التسعة الأولى من العام الجاري نحو 71885 شخصاً بطلبات لجوء، معظمُهم من السوريين.

ولفت تقرير لموقع “مهاجر نيوز” إلى أنَّ متطوّعين يداومون كلَّ ليلةٍ على إغاثة مهاجرين تقطّعت بهم السبل أمام بوابات مركزِ استقبال اللاجئين الرئيسي في النمسا ويصحبونهم إلى حيث يمكنُهم تناولُ الطعام والنوم.

ونوَّه التقريرُ إلى أنَّ النقصَ في أماكن الإقامة لطالبي اللجوء في النمسا أصبح في الأشهر الأخيرة كبيراً، ويرجع ذلك جزئياً إلى دخول المزيدِ من الأشخاص إلى البلاد طلباً للحماية، حيث تقدَّمَ في الأشهر التسعة الأولى من العام الحالي، 71885 شخصاً بطلب لجوءٍ، أي بزيادة بحوالي 40 ألفَ طلبٍ مقارنةً بعدد الطلبات خلال العام الماضي بأكمله، كما تستضيف النمسا إضافةً إلى ذلك أكثرَ من 85000 لاجئ من أوكرانيا.

نوربرت سيبرل، عضو مجلس مدينة فيينا قال إنَّ الحكومة تكرّر الأخطاءَ السابقة، والأسوأ من ذلك أنَّها تقوم باستخدام طالبي اللجوء لتحقيق مكاسبَ سياسية”. ووفقاً له، هناك سبب آخرُ لأوضاع المهاجرين الصعبة وتقطّعِ السبل بهم خارجَ مركز تريسكيرشن كلَّ ليلة: “الشرطة في ويلس التي تبعد 200 كيلومتراً عن فيينا غرباً، كانت توجّه طالبي اللجوء إلى تريسكيرشن، مع العلم أنَّها تعلم أنَّ المركزَ ليس لديه القدرةُ على استقبالهم”.

وفي ظلِّ استمرار هذه الفوضى، دعا رئيسُ بلدية المدينة، أندرياس بابلر، إلى إغلاق “المخيم” وإيواءِ طالبي اللجوء في مساكنَ شاغرة مملوكةً للدولة أو بيوت خاصة.

أما بالنسبة للحلِّ المقترح من وزارة الداخلية الفيدرالية بإسكان المهاجرين في الخيام، فقد رفضه الجميعُ، وفقاً لـ “سيبرل”، مشيراً إلى أنَّ المدافعين عن حقوق اللاجئين يجدونه حلّاً غيرَ إنساني خاصةً في فصل الشتاء، بينما ينظر المتطرفون المناهضون للمهاجرين إلى الخيام كرمز للدعاية لفكرتهم بأنَّ “البلاد تتعرّض لاجتياح من الأجانب”.

ويؤكّد سيبرل أنَّ هناك أغلبية “صامتة” في النمسا تدعم طالبي اللجوء، في حين أنَّ أصواتِ مناهضي اللجوء هي الأعلى.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى