“الدفاعُ المدنيُّ السوريُّ” يوثّقُ حصيلةَ الاستهدافاتِ وضحايا التدخّلِ الروسي لصالحِ نظامِ الأسدِ

لا يزال تدخّل الاحتلال الروسي العسكري المباشر في سوريا مستمرّاً، بعد أنّ بدأ في 30 من أيلول 2015 تحت مزاعم محاربة الإرهاب، لتنتهي السنة الخامسة من المحرقة بحقّ السوريين، وتبدأ سنة جديدة قد لا تكون أفضل من سابقاتها.

وخلّف هذا التدخّلُ نتائج كارثية على المستويات الإنسانية بعددِ الضحايا والمجاز وبعمليات التهجير وتدمير البنية التحتية، والتي تحتاج سوريا لسنوات حتى تتمكّن من التعافي من نتائجه، لاسيما أنّ المدن و البلدات السورية الخارجة عن سيطرة قوات الأسد تحوّلت لساحة حرب تصبُّ ترسانةُ الاحتلال الروسي العسكرية كلَّ قوتها التدميرية فيها، بمشهد وصِفَ بأنّه الأكثرُ تدميراً منذ الحرب العالمية الثانية، لا بل أنّ الاحتلال الروسي خرج عن المألوف متباهياً بجعل أجساد السوريين حقولَ تجارب لأسلحته الفتّاكة ليزيد من مبيعاته من تلك الأسلحة.

أدّى قصف الاحتلال الروسي لمختلف مناطق سوريا على مدى السنوات الخمسة الماضية لاستشهاد أعدادٍ كبيرة من المدنيين، حيث وثّق “الدفاع المدني السوري” خلال الفترة الممتدة من 30 أيلول 2015 حتى 20 أيلول 2020 استشهاد 3966 مدنياً بينهم أطفال ونساء، مشيراً إلى أنّ هذه الأرقام هي فقط للمدنيين الذين استجابت لهم فرقُ الدفاع المدني وقامت بانتشال جثثهم، لأنّ عدداً كبيراً يُتوفّى بعدَ إسعافه، أو بعد أيام من إصابته، وهذه الأعداد لا توثّقها الفرقُ، مضيفاً لأنّ فرقه تمكّنت من إنقاذ 8121 مدنياً أصيبوا جرّاء الغارات وقصفِ الاحتلال الروسي.

ووثّق “الدفاع المدني” استشهاد 36 متطوّعاً وجُرِحَ 158 متطوّعاً جرّاء الغارات المزدوجة والاستهداف المباشر من قِبل طيران الاحتلال الروسي لفرقِه أثناء عمليات البحث والإنقاذ وقيامهم بواجبهم الإنساني.

وأضاف “الدفاع المدني” أنّ فرقه وثّقت ارتكاب الاحتلال الروسي 182 مجزرة في سوريا، منذ بدءِ تدخّله العسكري المباشر لصالح قوات الأسد في 30 أيلول 2015 حتى الآن، وأدّت تلك المجازر لاستشهاد 2228 مدنياً وإصابة 3172 آخرين، مشيراً إلى أنّ أغلب تلك المجازر كانت باستهداف منازل المدنيين أو الأسواق والأماكن المكتظة، بهدف إيقاع أكبرَ عددٍ ممكنٍ من المدنيين.

وأشار إلى أنّ هجمات الاحتلال الروسي تركّزت على مراكز المدن ومنازل المدنيين والمرافق الحيوية، بهدف تهجير المدنيين وتدمير كافة أشكال الحياة التي تدعم استقرارهم، حيث استهدفت 69٪ من تلك الهجمات منازل المدنيين بواقع “3784 هجوماً”، فيما كانت الحقول الزراعية بالمرتبة الثانية 15٪ من الهجمات “821 هجوماً”، ومن ثم الطرق الرئيسية والفرعية 6٪ “324 هجوماً” ومن ثم المشافي والمراكز الطبية بـ “70 هجوماً” ومراكز الدفاع المدني “59 هجوماً”، والأسواق الشعبية بـ “53 هجوماً” و”46 هجوماً” استهدف مدارس, و “23 هجوماً” استهدف مخيمات تُؤوي نازحين، إضافة لعشرات الهجمات التي استهدفت مساجد وأفراناً ومعامل وأبنية عامة.

فيما توزّعت هجماتُ الاحتلال الروسي التي يبلغ عددُها “5476 هجوماً” منذُ بدءِ التدخّلِ على أغلب المحافظات السورية وكان لإدلب النصيبُ الأكبر منها، بواقع “3279 هجوماً” فيما تمّ استهداف حلب وريفها بـ “1167 هجوماً” تلتها حماة بـ “515 هجوماً” وريف دمشق بـ “255 هجوماً” وكان عام 2019 الأعنف، حيث وقع فيه “1567 هجوماً”.

واتبع الاحتلال الروسي سياسة الأرض المحروقة في دعمه لقوات الأسد على مدى السنوات الخمس الماضية، وتنوّعت الأسلحة المستخدمة بالهجمات على المدنيين من قِبل قوات الاحتلال الروسي، وكان معظمها بالغارات الجوية بنسبة 92٪ من الهجمات وبلغ عددها 5025 غارةً، فيما شنَّ الاحتلال الروسي “318 هجوماً” بالقنابل العنقودية المحرّمة دولياً, واستخدِمت كذلك الأسلحة الحارقة في “130 هجوماً” على المدنيين في سوريا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى