الدفاعُ المدنيُّ: التصعيدُ وارتكابُ المجازرِ يُنذرُ بكارثةٍ إنسانيّةٍ تُهدّدُ حياةَ الملايينِ شمالَ غربي سوريا

قال الدفاع المدني السوري (الخوذ البيضاء) إنَّ التصعيدَ العسكري على شمال غربي سوريا ينذر بكارثة إنسانية جديدة ويهدّد حياةَ 4 ملايين مدني في ظلّ أزمةٍ إنسانية غيرِ مسبوقة وتقاعسٍ دولي عن محاسبة نظامِ الأسد وروسيا.

وأشار الدفاع المدني في تقرير إلى ارتكاب طائراتِ الاحتلال الروسي مجزرةً في ريف إدلب، الليلة الفائتة، راحت ضحيتَها عائلةٌ كاملة مهجّرة إثر غارات جوية استهدفت منزلاً في مزرعة علاتا بالقرب من بلدة أرمناز غربي إدلب، وذلك في تصعيد مستمرٍّ وهجماتٍ إرهابية شنيعةٍ على أبواب شتاءٍ قاسٍ يزيد من معاناة المدنيين وينذر بموجة نزوحٍ وحالةٍ من عدم الاستقرار في المنطقة.

ووقعت المجزرة بعد نحو ساعات من استشهاد مدنيّ وإصابة 5 مدنيين آخرين بينهم 3 أطفال، جرّاءَ قصفٍ صاروخي لقوات الأسد استهدف منازلَ المدنيين والمدرسة الريفية ومرافق عامة وأراضٍ زراعية في مدينة سرمين في ريف إدلب الشرقي.

كما تتعرّضُ قرى ريف إدلب الشرقي والجنوبي لقصف ممنهجٍ من قوات الأسد يقوّض الاستقرارَ في المنطقة ويفرض حالةً من الرعب والخوف من موجات نزوحٍ، إذ أصيبَ مدني بجروح في قدمه إثر قصفٍ مدفعي لقوات الأسد استهدف بلدة الفطيرة جنوبي إدلب، اليوم أيضاً، أثناء تفقّدِه لمنزله في البلدة.

ونوّه الدفاع المدني إلى أنَّ فرقه استجابت منذ بدايةِ العام الحالي 2023 وحتى يوم 17 كانون الأول لـ 1232 هجوماً من قوات الأسد وروسيا والميليشيات الموالية لهم، أدّت لاستشهاد 161 شخصاً بينهم 46 طفلاً و23 امرأةً، وأصيب على إثر هذه الهجمات 681 شخصاً من بينهم 214 طفلاً و95 امرأةً.

وشدّدت الخوذ البيضاء على أنَّ استمرارَ نظام الأسد وروسيا بارتكابهم المجازرَ بحقِّ السوريين يزيد من خطورة العيش في عشرات المدن والبلدات ويفرض واقعاً من المعاناة المستمرّةِ خاصةً على أبواب شتاء قارسٍ يفتك بالمخيّمات التي تفتقر لأدنى مقومات الحياة وضعفٍ في البنية التحتية وتراجعٍ واضح في الاستجابة الإنسانية وتغافلِ المجتمع الدولي عن المجازر وسياسة القتل التي يرتكبها نظامُ الأسد ضدَّ السوريين منذ أكثرَ من 12 عاماً.

وأشار الدفاع المدني إلى أنَّ جريمة ومجزرة أخرى تمرّ بلا محاسبة دولية كانت الدافعَ الأكبرَ لاستمرار سياسة القتل والتشريد والإجرام التي تمارسها روسيا في دعمِها لنظام الأسد في قتلِ السوريين منذ سنوات، ودليلاً على أنَّ روسيا لا يمكن أنْ تكونَ يوماً في ضفة السلام وطرفاً يجلب الأمان للسوريين، وعلى المجتمع الدولي وضعُ حدٍّ للإرهاب الروسي العابر للحدود.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى