الشبكةُ السوريةُ توثّقُ ما لايقلُّ عن 174 حادثةَ اعتداءٍ على مخابزَ منذُ العام 2011 حتى الآنَ

قالت الشبكة السورية لحقوق الإنسان في تقريرها الصادر اليوم الخميس 16 أيلول، إنَّها وثَّقت ما لا يقلُ عن 174 حادثةَ اعتداءٍ على مخابز منذ آذار 2011 حتى الآن، 149 منها على يدِ قوات الأسد والاحتلال الروسي.

وأشارت الشبكة إلى أنَّ نظام الأسد عاجزٌ عن تأمين أبسط مستلزمات الحياة الإنسانية ويحكم بالقبضة الأمنيّة والعنف والإرهاب.

وذكر التقرير أنَّ قصف المخابز وعدم ترميمها هو السبب الأساسي وراءَ حشود المواطنين لساعات أمامها، مشيراً إلى أنَّ أحدَ أسوأ أشكال ما يعانيه المواطنون السوريون في تأمين الخبز، الذي يعتبر مادة الغذاء الأساسية لديهم، يتجسّد في الوقوف في طوابير لساعات طويلة من أجل الحصول على كمية محدّدة من الخبز.

لافتاً إلى أنَّ نظام الأسد وحليفه الروسي استثمر مشاهدَ طوابير الخبز الطويلة لتحميل الدول الغربية محاربةَ النظام والعقوبات الاقتصادية مسؤولية هذه الطوابير.

وأشار إلى أنَّ النظام تجاهل حقيقتين اثنتين، أولاهما، أنَّ الانتهاكات الفظيعة التي قام بها والتي بلغ بعضُها مستوى الجرائم ضدَّ الإنسانية هي التي أدّت إلى فرض عقوبات عليه لإيقافها، وفي حال توقَّفت فسوف تُرفع العقوبات.

وثانياً، إنَّ السبب الأساسي وراء هذه الطوابير الطويلة هو عدمُ وجود مخابز كافية بعد أنْ دمَّر القصفُ الذي قام به نظام الأسد مع حليفه الروسي 149 مخبزاً يقع الكثيرُ منها ضمن مناطق استعاد نظام الأسد السيطرة عليها لكنَّه لم يقمْ بترميمها ولا بإصلاح معدّاتها التي تعطّلت بفعلِ القصف.

استعرض التقرير حصيلة حوادث الاعتداء على المخابز من قِبل أطراف النزاع والقوى المسيطرة منذ اندلاع الثورة السورية في آذار 2011 حتى أيلول 2021، وما نتجَ عن هذه الحوادث من ضحايا في صفوف المدنيين.

وفي هذا السياق سجّل التقرير ما لا يقلُّ عن 174 حادثةَ اعتداءٍ على مخابز كانت 99 منها على يد قوات الأسد، و50 على يد القوات الروسية، و4 على يد تنظيم “داعش”، و9 على يد قوات التَّحالف الدولي، و11 على يدِ جهات أخرى.

وأشار التقرير إلى أنَّ عام 2019 شهدَ قرابة 28 % من الحصيلة الإجمالية لحوادث الاعتداء على المخابز وهي الحصيلة الأعلى مقارنةً ببقية الأعوام.

كما شهدت محافظة إدلب العددَ الأكبرَ من حوادث الاعتداء على المخابز (قرابة 46 % من الحصيلة الإجمالية)، تليها محافظة حلب بقرابة 26 %. ووفقاً للتقرير فإنَّ الغالبية العظمى من الهجمات كانت على يدِ قوات الأسد وحليفها الروسي.

وطبقاً للتقرير فقد تسبَّبت حوادث الاعتداء على المخابز في مقتل 801 مدنيٍّ، بينهم 109 أطفال و70 سيدة، خلال الفترة المذكورة، كان من بينهم 685 قُتلوا على يد قوات الأسد، منهم 86 طفلاً و56 سيدةً، فيما قتلت القوات الروسية 47 مدنياً بينهم 9 أطفال و3 سيدات، وقتل تنظيم داعش شخص واحد، و47 على يد قوات التَّحالف الدولي بينهم 10 أطفال و7 سيدات، فيما قتل 18 مدنياً بينهم 4 أطفال و4 سيدات إثر حوادث ارتكبتها جهات أخرى.

وأشار التقرير إلى أنَّ نظام الأسد لم يكتفِ باستهداف المخابز في المناطق التي خرجت عن سيطرته بل إنَّه قام بمنع مادة الطحين عن المناطق التي حاصرها، ضمن سياسة “الركوع أو الجوع”.

مؤكّداً، نظام الأسد استهدف المخابز ضمن هجمات على أحياء سكنيّة، والبعض من هذه الهجمات كانت متعمَّدة، وتسبّبت في مقتل عددٍ من المواطنين الواقفين أمامها، وتشكّل الهجمات المتعمّدة على المخابز جرائم حربٍ.

وطالب التقرير مجلس الأمن باتخاذ إجراءات إضافية بعد صدور القرارين رقم 2139 و2254 وفرض التزامات جدّية بوقفِ عمليات القصف العشوائي، ويجب أنْ يلتزم بها جميع أطراف النزاع، إلى جانب الالتزام بقواعد القانون الدولي الإنساني. وضرورة إحالة الملفّ السوري إلى المحكمة الجنائية الدولية ومحاسبة جميع المتورّطين. والتَّوقف عن اعتبار نظام الأسد جهةً شرعية ممثّلاً للشعب والدولة السورية “بعد أنْ ارتكب جرائم ضدَّ الإنسانية”.

كما أوصى المجتمع الدولي بتجديد الضَّغط على مجلس الأمن بهدف إحالةِ الملفِّ في سوريا إلى المحكمة الجنائية الدولية. والسَّعي من أجل إحقاق العدالة والمحاسبة في سوريا عبرَ الجمعية العامة للأمم المتحدة ومجلس حقوق الإنسان، واستخدام مبدأ الولاية القضائية العالمية. إضافةً إلى التأكيد على عدم شرعية نظام الأسد الذي استهدف المخابز ومنعَ إدخال الطحين إلى مواطنين سوريين لمجرّد معارضتهم السياسيّةَ له.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى