الطائراتُ المسيّرةُ… سلاحُ نظامِ الأسدِ المفضّلِ ضدَّ المدنيينَ شمالَ غربِ سوريا

مع تواصلِ التصعيدِ العسكري على مناطقَ شمالَ غربِ سوريا، باتت قواتُ الأسد تعتمد بشكلٍ مكثّفٍ على الطائرات المسيّرةِ، خصوصاً الانتحاريةَ منها لاستهداف المدنيين، وتحديداً المزارعينَ الذين يعملون في أراضيهم قربَ خطوطِ التماس.

ويوم الجمعةِ الفائت، استهدفت قواتُ الأسد بمسيّرةِ انتحاريّة محورِ معارة النعسان في المنطقة، ما أدّى لاستشهادِ شخصين وإصابةِ آخرين.

كما استُشهد مدنيٌّ قبلَ نحو أسبوع، إثرَ استهدافِه من قِبل قواتِ الأسد بطائرةٍ مسيّرةٍ انتحاريّة، في محيط بلدة تديل بريف حلب الغربي.

وكان الدفاعُ المدني السوري قد ذكرَ في تقريرٍ سابقٍ أنَّ قواتِ الأسد باتت تتّبع نهجاً جديداً باستهداف المدنيين في شمال غربي سوريا، يتمثّلُ في استخدام الطائرات المذخّرة مستهدفةً المزارعين بالدرجة الأولى.

وأوضح أنَّ هدفَ نظام الأسد من استهداف المدنيين وتعريضِ حياتهم للخطر هو الحدُّ من قدرتهم على الوصول إلى الأراضي الزراعية، وهو ما قد يزيدُ من تقويض مقوّماتِ الأمن الغذائي في مناطقَ شمالَ غربي سوريا.

وعزا الباحثُ السوري في “مركز جسور للدراسات”، رشيدُ حوراني، استخدامَ نظام الأسد المكثّف للطائرات المسيّرةِ إلى عدّةِ أسبابٍ، أهمُّها عدمُ امتلاكه وقواته الكوادرَ البشرية القادرة على إنجازِ المهام القتالية، مضيفاً أنَّ “هذا النقصَ عكسته القوانينُ التحفيزية التي صدرت أخيراً وتدعو لإبرام العقودِ مع الجيش”.

ولفت حوراني إلى أنَّ قواتِ الأسد “لا تمتلك جاهزيةً قتاليّةً تمكّنها من تحقيق توازنٍ مع فصائل المعارضة، بدليل تنفيذ تلك الفصائل العديدَ من العمليات ضدَّ قوات الأسد على محاور التماسِ في إدلب (الملاجة) وريف حلب الغربي وشمالَ اللاذقية، وعدمِ قدرةِ تلك القوات على إنجاز محاولةِ تسلّل تحقّقُ فيها تقدّماً باتجاه مناطق المعارضة”.

كما رأى حوراني أنَّ “التفاهماتِ الروسية التركية تمنع نظامَ الأسد من القيام بعمليات بريّة، وهو ما يدفعه للاعتماد على الطائرات المسيّرةِ لتحقيق بعض أهدافه سواءٌ بحقِّ الفصائل أم المدنيين”، وِفقَ موقع العربي الجديد.

من جانبه، أرجع القياديُّ في الفصائل الثورية، العقيدُ هيثم العفيسي، اعتمادَ قوات الأسد المتزايد على الطائرات المسيّرة إلى عدّة أسباب، منها قدرتُها على إصابة الأهداف بدقّة أكبر، ورخصِ تكلفتها، مشيراً إلى أنَّ أغلبها إيرانية الصنع.

وقال العفيسي، إنَّ نظامَ الأسد “يستفيد أيضاً من هذا الاستخدام سياسياً، لأنَّه يمكنُه التهربُ من نتائج قصفِها، وزعمُ عدمِ مسؤوليته، ما يعفيه من الإحراج مع الجهات الضامنة لوقف إطلاق النار، أو في حال حدوث مجازر”.

وأكّد القيادي على أنَّ نظامَ الأسد “يستخدمها ضدَّ المدنيين العزّل بالدرجة الأولى، وليس ضدَّ الفصائل”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى