الفطرُ الأسودُ يدخلُ إلى الشمالِ السوري تزامناً مع الانتشارِ الواسعِ لفايروسِ كورونا

سجّلت الهيئات الطبيّة في شمال غرب سوريا إصابات بمرض جديدٍ يدعى “الفطر الأسود” لأوّلِ مرّةٍ، بالتزامن مع تصاعد في أزمة فايروس كورونا وانتشارِ أعداد الضحايا والإصابات وتراجعٍ كبير في قدرة القطاع الطبّي.

ومرض “الفطر الأسود” أو “الفطر العفني”، وهو عدوى نادرة جداً، حيث قال الطبيب حسام قرة محمد مسؤول في مديرية صحة إدلب عن ملفّ كورونا، إنَّ “أربع حالات مؤكّدة سجّلتها مديرية صحة إدلب والمنظمات الصحية العاملة منها في دارة عزة بريف حلبَ الغربي ومدينة إدلب”، بحسب تقرير تلفزيون سوريا

ومن جهته قال الطبيب ياسر الفروح وهو منسّق لدى “شبكة الترصد الوبائي”إنّ الحالات المشتبه بإصابتها لم تخضعْ لتشخيص مخبري مؤكَّدٍ حتى الآن”.

أما الطبيب محمد عيسى، وهو ممثّل “إدارة الحالة” لفريق الاستجابة لوباء (كوفيد – 19)، قال إنَّ تشخيص الحالات المسجّلة جرى سريرياً، في الوقت الذي يعمل فيه الكادر المختصّ على التأكّد رغمَ وجود صعوبات تقنية، على اعتبار أنّ إثبات الحالة يتطلب خزعات وفحص بالتشريح المرضى أو عن طريق فحص (PCR).

وأشار إلى أنّ “إدارة الحالة تعمل على مراجعة المصادر العلمية الخاصة بالمرض، وتحديد طريقة التشخيص الأفضل، لكنْ في الوقت ذاته يتمُّ التعاملُ مع الحالات سريرياً على أنَّها مؤكّدة وبدأ علاجهم ضمن البروتوكول المعتمد عالمياً”، بحسب تلفزيون سوريا

أما عوامل الخطورة للإصابة بوباء “الفطر الأسود” متوفرة لدى “كورونا” ، أبرزها ضعفُ المناعة بشكلٍ شديد، إضافةً إلى العلاج بـ”الستيروئيدات القشرية” والعلاج الوريدي طويل الأمد، ومرضى السكّري المعرضين للإصابة بمرض “كوفيد” بمرحلة خطيرة.

أما عن أعراض مرض الفطر الأسود المسجّلة في المنطقة، “بدأت باحمرار حول العينين والأنف ومن ثم حمى وصداع واحتقان أنف بالإضافة للون الأسود الذي يظهر مع انتشار الفطر، ولاحقاً تبدأ أعراض رئوية وعصبية”.

ويقول الطبيب “عيسى” وهو المختصُّ في التشخيص المخبري، إنّ “مرض الفطر غيرُ معدٍ بالمعنى المعروف لأنَّه بالأساس موجود في البيئة لكنَّه ينتشر بين فئة محدّدة من الناس ممّن لديهم مناعة ضعيفة (فطر انتهازي)”.

وعن الوقاية منه قال إنّ “القطاع الطبي يعمل في الوقت الحالي على تحديد العوامل المسبّبة للمرض وتوعيةِ المجتمع والكوادر الطبيّة عليها بهدف تجنّبها”.

و ستعمل المنشئات الطبيّة في الخطوة القادمة على “تطبيق البروتوكولات العلاجية التي تجنّب المرضى الإصابة به وهذا ليس سهلاً كون الخطوط العلاجية للكوفيد تساهم بذلك، لذا يمكن تعديلها وفقاً لحالة المريض”.

ويضيف: “الخط العلاجي الأول للفطر الأسود هو عقار (Amphotricin B) ويمكن إضافة بعض المضادّات الفطرية لاحقاً في حال عدم الاستجابة، مشيراً إلى أنّ الشيء الجيّد في التصدّي للمرض، “أنّنا حضّرنا أنفسنا مسبقاً لشيء مشابه بتأمين هذا الدواء لكنْ سنقوم بتعميم توصيات لمنعِ الاستعمال الواسع والمفرط له بشكلٍ وقائي”.

وعن جاهزية الكوادر، قال “الكوادر الطبية التي تعمل في مستشفيات العزل هي من أكفأ الكوادر الطبيّة في الشمال السوري وزادت خبرتُها بشكلٍ كبير خلال موجات الوباء التي ضربت الشمالَ السوري ويتمُّ تقديم الدعم التقني لها بشكل مستمرٍّ وتزويدهم بأحدث التوصيات والبروتوكولات العلاجية لذا فهي قادرةٌ على التعامل مع المرض”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى