الكشفُ عن شبكةِ قتلةٍ من ميليشياتِ “لواءِ القدسِ” و”الدفاعِ الوطني” بديرِ الزورِ

عثر عن طريق الصدفة على قاتل السيّدة “فوزيّة الحويج” التي توفّيت قبلَ عدّة أشهرٍ في منزلها بحي العرفي في مدينة دير الزور، بعد تعرّضها لسبع طعنات واحدة منها في رقبتها.

ونقل موقع ” أورينت نت” عن مصادر من داخل المدينة تأكيدها، أنّ قوات الأسد المسؤولة عن أمن المدينة عثرث مصادفة على قاتل السيّدة، وهو ينتمي لميليشيا “لواء القدس”، ويدعى “أحمد المهنّا” من عشيرة البوسرايا، واعترف القاتل بجريمته كما اعترف أنّ له عدّة شركاء في الجريمة وجميعُهم ينتمون إمّا لميليشيا “لواء القدس” أو لميليشيا “الدفاع الوطني”.

كما نقل الموقع عن ابن المغدورة “محمود الحمدة” قوله، إنّ الجريمة حدثت بهدف سرقة المنزل ومصاغ والدتي الذهبي، مستطرداً “لقد كانت جريمة بشعة مجرّدة من الإنسانيّة، هل أصبح القتل بالنسبة لهؤلاء عادةً لن يستطيعوا التخلّي عنها؟ ليس مستغرباً، ما دامت العائلة الحاكمة عصابة كبيرة فمن الطبيعي أنْ يكون شبّيحتهم عصابات صغيرة تقتل بهدف السرقة”.

وأكّد “الحمدة” أنّ القاتل له شركاء واحد منهم من أبناء الحي نفسه، وهم في ميليشيا “لواء القدس” وميليشيا “الدفاع الوطني”، ويمتهنون النهب والسلب والتشليح، مضيفاً أنّ التخوّف حالياً من تدخّل ميليشيا القدس لتمييع القضيّة وإخراج القاتل كما حدث ذلك سابقاً في عدّة حالات مشابهة.

كما أكّد مصدر مطلع من داخل دير الزور للموقع، أنّ حوادث السرقة والنهب والسلب والتشليح تتكرّر بشكلٍ يومي، وغالباً يخرج الجناة من فرع “الأمن الجنائي” حتّى دون كتابة ضبط بالواقعة، أو إحالة الجناة إلى القضاء، وهذا ما شجّع أفراد الميليشيات على التمادي في أعمالهم الإجراميّة.

وقال المصدر، “إذا كان قائد ميليشيا الدفاع الوطني (فراس جهام) من أرباب السوابق وسجلّه الجنائي مليء بالأحكام والجرائم، هذا قبل أنْ يصبحَ صاحب سلطة، فكيف سيكون هو وأفراد الدفاع الوطني بعدَ أنْ أصبحوا يمارسون جرائمهم على مرأى ومسمع ممّن يفترض أنْ يطبّقوا القانون، هذا إذا كان يوجد قانون أصلاً”.

وأكّد أنّ غالبيّة الميليشيات الموجودة في دير الزور استقطبت أربابَ السوابق، بل وصل بهم الأمرُ لإخراج محكومين من داخل السجون وإلحاقهم بتلك الميليشيات.

من جهته يرى النقيب المنشق عن قوى الأمن الداخلي، “طراد السعدون”، أنّ معدّل ارتفاع الجريمة تزايد في السنوات الأخيرة، مرجعاً الأسباب إلى الحالة الاقتصاديّة المتردّية وانتشار السلاح والفوضى وغياب سلطة القانون وضعف الجهاز القضائي وتغول الميليشيات في الأجهزة التنفيذيّة والقضائيّة.

وأضاف السعدون الذي عمل سنوات طويلة في دير الزور، أنّ غالبيّة العناصر المنضوية تحت الميليشيات هم من أرباب السوابق، ووجودهم في تلك الميليشيات يشكّل غطاءً لهم للاستمرار في ممارسة الجريمة، حيث أصبحت الجريمة محميّة من قوى سيطرت على الأجهزة التنفيذيّة والقضائيّة وحتّى الأمنيّة، وهذا يحدث في مجتمع متجانس كانت الجريمة فيه فرديّة ولا تحدث كثيراً، فكنّا لقلّة الجرائم نذكر كلّ جريمة في أيّ عام حدثت ونذكر تفاصيلها، أمّا اليوم فأصبحت الجرائم تحدثُ بشكلٍ يومي على مرأى ومسمع ممّن يفترض أنّهم “الوصاة” على أمن البلد ومواطنيه.

يُذكر أنّه في ذات الفترة اختفت المغدورتان سعاد ووداد فاكوش من سكّان الحي ذاته، وعثر على جثّتيهما فيما بعد، أيضاً عن طريق الصدفة، حيث تبيّن أنّ القاتل ينتمي أيضاً لميليشيا “الدفاع الوطني”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى