المجلسُ الأطلسي: أوراقُ الحلِّ في سوريا بيدِ الولاياتِ المتحدةِ وأوروبا
رأى “المجلس الأطلسي” للأبحاث في واشنطن، أنَّ إدارة الرئيس الأمريكي “جو بايدن”، أبقت التوقّعاتِ منخفضةً فيما يتعلّق بسياستها تجاه سوريا، في خطوة مشابهة للإدارتين السابقتين.
وحذّر “المجلس الأطلسي” في تقرير، من أنَّه طالما لم تتّخذْ الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي مقاربات جديدة، سيستمرُّ الوضع في التدهور بالنسبة للشعب السوري واللاجئين، ودول الجوار المضطربة بشكلٍ متزايدٍ.
واعتبر التقرير أنَّه يتحتّم على إدارة بايدن، بالتنسيق مع الاتحاد الأوروبي، فتحُ صفحةٍ جديدة في تعاملاتها مع داعمي نظام الأسد والصراع السوري الأكبر, مؤكّداً أنَّ “الشعار القائل بأنَّ نظام الأسد وأنصاره لا يتفاعلون إلا مع التهديدات الموثوقة، لم يكن أكثر دقة من أيِّ وقت مضى”.
وأعلن “بايدن” مؤخّراً أنَ “أمريكا عادت”، وأبلغ وزير خارجيته، “أنطوني بلينكن”، حلفاء “ناتو” أنَّ الولايات المتحدة تريد إعادة بناء شراكاتها وتنشيط الحلف, وبالنظر إلى تداعيات الصراع السوري عليهم جميعاً، فإنَّ سوريا مكانٌ جيّدٌ للبدء، بحسب التقرير.
وشدَّدَ على ضرورة أنْ تغتنمَ الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي فرصةَ إجراء مفاوضات جديدة حول خطّةِ العمل الشاملة المشتركة لربط أيِّ اتفاقٍ مع إيران بانسحاب جميع الميليشيات التي تدعمها من سوريا ولبنان.
ولفت التقرير إلى أنَّ الأفكار عن تأسيس مجلس عسكري لتمكين الانتقال السياسي، “اكتسبت زخماً أكثرً إيجابية في طاحونة الشائعات السورية”، معتبراً أنَّه “يجب على الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي سحبُ دعمهما لعملية اللجنة الدستورية التي تديرها روسيا حتى تضغط موسكو على الأسد وقواته للإفراج عن جميع المعتقلين، كما ينصُّ قرار مجلس الأمن رقم 2254”.
وأشار إلى أنَّ “الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي يمتلكان بطاقات سياسية وماليّة قويّة في مواجهة روسيا، ولكن لم يرغبوا باستخدامها في السياق السوري أو في أيِّ سياق آخر”.
ورجّح التقرير أنْ يبقى بوتين “يائساً من إيجاد حلٍّ لمشكلة الأسد حتى تتمكّنَ أموالُ إعادةِ الإعمار من شقِّ طريقها إلى سوريا وتخفيف العبء المالي الحالي على مؤيدي النظام”.
وأوضح أنَّه “حان الوقت الآن لعقد الصفقات وممارسة ضغوط صادقة على حلفاء الأسد”، ولكن “بدون خطوات حاسمة، ستجد الولايات المتحدة نفسَها تتعامل مع قضايا أكبر بكثير حيث تستمر المشاكل في الازدياد من حيث الحجم” ما قد يمتد تأثيرُه إلى واشنطن وحلفائها.
وخلص التقرير إلى أنَّه “قد حان الوقت للخروج من الوهم القائل بأنَّ المصالح الأمريكية لم تتأثّر بهذا الصراع، وأنّ ما يحدث في سوريا يبقى في سوريا”.