المرصدُ الأورومتوسطي يُعربُ عن قلقه بشأنِ الأوضاعِ في السويداءِ

أعرب المرصدُ الأورومتوسطي لحقوق الإنسان عن قلقِه البالغِ حيالَ أحداثِ العنف التي اندلعت بمدينة السويداء بعد احتجاجاتٍ على تردّي الأوضاعِ المعيشيّةِ والاقتصاديّةِ.

ووفقاً للمرصد فقد وثّق إطلاقَ أجهزةِ نظام الأسد الأمنيّة الرصاصَ الحيَّ على محتجّين في محيط مبنى محافظة السويداء، يوم الأحد الماضي، ما أسفر عن مقتلِ الشاب مراد المتني وإصابةِ عددٍ من المتظاهرين الذين كانوا يطالبون بوقف تدهورِ الأوضاعِ المعيشيّةِ، ومعالجةِ التجاوزات الأمنية، وهتف بعضُهم بإسقاط النظام

يضاف إلى أنّ مئاتِ السوريين تظاهروا سلمياً في مدينة السويداء لتطور الأمورُ إلى اقتحام أعدادٍ منهم مبنى المحافظة وإضرامِ النار في جزء منه وإتلافِ محتوياته، وإحراقِ سيارةٍ تابعةٍ للأمن في محيط المبنى.

وبيّنَ المرصد الأورومتوسطي أنّ استخدامَ أجهزة النظام الأمنية للقوة المُفرطة في قمع الاحتجاجات، ولا سيما الرصاصِ الحي، لا يمكن تبريرُه باستخدام بعضِ المتظاهرين للعنف، إذ ينتهج النظامُ وأجهزته الأمنية والميليشيات المتحالفةُ معه أساليبَ وحشية لقمع الاحتجاجات الشعبية منذ انطلاقِها في آذار 2011

في حين عمد الإعلامُ الرسمي والناشطون الموالون للنظام إلى وصفِ المتظاهرين بـ”الخارجين عن القانون” و”الخونة”، وركّزوا على إبراز أعمالِ التخريب التي قام بها بعضُ المحتجّين للتحريض على التعامل العنيف معهم، وتجاهلوا المطالبَ الأساسيةَ للاحتجاجات.

ولفت إلى أنَّ السكانَ في محافظة السويداء يعانون من أزماتٍ كبيرةٍ ومتفاقمة منذ عدّةِ أشهرٍ، بما فيها الدعم الحكومي عن مئات الآلاف منهم، إذ بات 90 في المئة من السكّان تحت خطّ الفقر، وأصبحوا يعانون بشكلٍ دائمٍ من انقطاع شبه كلي للمحروقات والكهرباء، وخاصةً مع الأجواء الباردة في فصل الشتاء.

وأشار إلى أنّ المحافظة تعاني من نزاعات مسلّحةٍ متكرّرة بين مجموعات مسلّحة غيرِ رسمية مرتبطةٍ بأجهزة النظام الأمنية، فضلاً عن ممارسة هذه المجموعات مضايقاتٍ مختلفة للسكان، وتنفيذِ مهامٍ تعسفية وغيرِ قانونية لمصلحة أجهزة الأمن ومتنفّذين فيها، ما أسهم في مضاعفة معاناةِ السكان وفرضِ أجواءٍ من الخوف والترهيب في المحافظة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى