الولاياتُ المتحدةُ تحشدُ حلفاءَها في الملفِّ السوري لـ”أسبابٍ أوكرانيّةٍ”

مضت الولاياتُ المتحدة الأمريكية في خطّتها لاستضافةِ مبعوثي الدول الحليفة في الملفِّ السوري غداً الخميس، ما سيشكّل فرصةً لاختبار الحلفاء مدى انعكاسِ الحرب الأوكرانية والتصعيد العسكري الروسي – الغربي هناك، على المسرح السوري”.

ومن المقرّر أنْ يستضيف مسؤولُ الملفِّ السوري في الخارجية الأميركية “إيثان غولدريش” مبعوثي عددٍ من الدول الأوروبية والعربية والاتحاد الأوروبي، إلى اجتماعٍ تنسيقي في واشنطن غداً الخميس، يبدأ بتقديم المبعوث الأممي “غير بيدرسون” إيجازاً سياسياً، على أنْ يقوم المبعوثون لاحقاً بعقد جلسةٍ تشاورية لـ”ضبط الإيقاع” وبحثِ الوضع الميداني في سوريا ومواقفِ الدول العربية “التطبيعية” وتأثيراتِ الحرب الأوكرانية على كلِّ ذلك.

وفي ثاني خطوة من نوعها، حرصت الولاياتُ المتحدة على دعوة تركيا، بعد حضورِ ممثّل أنقرة في الاجتماع السابق الذي جرى في بروكسل بدايةَ كانون الأول الماضي، ذلك في إطار مساعٍ أميركية لـ”جلبِ أنقرة من التطابقِ مع الموقف الروسي، وتخفيفِ حدّةِ التوتر بسبب دعمِ واشنطن لميليشيا “قسد”، وانخراطِ أنقرة مع موسكو وطهران في مسار آستانا.

ووفقاً لصحيفة “الشرق الأوسط” فإنَّ “بيدرسون” سيقدّم عرضاً سياسياً للأوضاع السورية، وسيؤكّد نيتَه المضيَ قدماً في رعاية اجتماع اللجنة الدستورية في جنيف، بدءاً من 21 الشهرَ الحالي، بمشاركة وفدي نظام الأسد وهيئةِ التفاوض السورية.

وتوقّعت الصحيفة أنْ يقدّمَ “بيدرسون” خلاصةَ اتصالاته مع نظام الأسد والمعارضة والدول المعنية، في شأن اقتراحه بدءَ العمل على مقاربةِ “خطوة – خطوة” التي تضمن إقدامَ الأطراف على إجراءات بناءِ ثقة متبادلة تخصُّ وقفَ النار وتبادلَ الأسرى والمساعداتِ الإنسانية والعقوبات، ووصولاً لتنفيذ القرار 2254.

وسيتناول المبعوثون في اجتماع الخميس، التطوّرات السورية الأخرى، بينها الوضعُ الإنساني والعسكري والاقتصادي.

وبحسب مسؤول غربي، فإنَّ الحرب الأوكرانية أظهرت مدى اعتماد روسيا عسكرياً على قاعدة حميميم في استراتيجيتِها بالعالم؛ ما يطرح الأسئلة، “في حال تحوّلت حربُ أوكرانيا إلى استنزاف، هل تستطيع روسيا الاستمرار في انخراطها ذاته في سوريا؟ ما مستقبلُ التنسيق العسكري بين روسيا وإسرائيل في سوريا؟ ما مستقبلُ اتفاقٍ منعَ الصدام بين روسيا وأميركا شرقي سوريا؟”.

كما تساءل المسؤول الغربي، “هل نشهدُ في المرحلة المقبلة قيامَ إيران بملء الفراغ العسكري الذي يمكن أنْ تتركه روسيا في سوريا؟ هل يمكن أنْ تقومَ طهران بتقديم مساعدات اقتصادية إضافيّةٍ إلى نظام الأسد بسبب انشغال روسيا وإمكانية المكاسب الاقتصادية في حال توقيعِ الاتفاق النووي بين طهران والغرب؟ هل هذا أحدُ أسباب زيارة مدير الأمن الوطني اللواء على مملوك إلى طهران حالياً؟”.

كذلك تتوقّع الصحيفة أنْ يتناولَ اللقاءُ بين المبعوثين ملفَّ التطبيع العربي مع نظام الأسد والعقوبات الغربية عليه.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى