انتقاماً لخسائرِه في درعا.. نظامُ الأسدِ يعتقلُ أبناءَ درعا في حلبَ

 أفادت مصادر إعلاميّة محليّة, أنَّ قوات الأسد شنّت مساء أمس حملات اعتقال عشوائية طالت العشرات من أبناء درعا المقيمين في مدينة حلب، وذلك على وقع الهزائم والأخبار والمشاهد التي تُظهر العددَ الكبير من القتلى والأسرى الذين فقدتهم قوات الأسد على يد ثوار درعا في معركة الكرامة لردِّ العدوان وفكّ الحصار عن أحياء درعا البلد.

وبحسب موقع أورينت نقلاً عن مصادره, فإنَّ الاعتقالات طالت كلَّ من لديه (سجلٌّ مدنيٌّ في درعا) أو تحمل هويته قيوداً عائدة لنفوس درعا، حيث شملت الحملة نازحين وطلاب جامعات وعمالاً وغيرهم.

وأوضحت أنَّ  “قوات الأسد شنّت حملة اعتقال طالت نحو 36 شخصاً من درعا غالبيتهم من طلاب الجامعة إضافة لبعض النازحين، حيث شملت الحملة أحياء (الفيض – الجميلية – الإسماعيلية – الفرقان – نزلة أدونيس – محيط جامعة حلب – الأكرمية – الأعظمية – الشهباء الجديدة – بستان الزهرة)، أما في القسم الشرقي فقد طالت أحياء ( الفردوس – الصالحين – باب النيرب – باب الحديد – بستان القصر – الزبدية)، حيث تمَّ اعتقالُ كلِّ شخصٍ له صلة بمحافظة درعا بأيِّ شكلٍ من الأشكال.

وعُرف من بين المعتقلين  بحسب المصادر كلٌّ من (عبد الرحمن الجهماني وشقيقه محمد الجهماني وابن عمه إسماعيل الجهماني) وشبان آخرون من نفس المحافظة هم: (فيصل بردان – محمد الجيوش – وشاب آخر من آل عبيد)، حيث تمَّ اعتقال أبناء العم في منطقة الفرقان، فيما تمَّ اعتقال الشبان الآخرين في كلٍّ من (الكلاسة  والفردوس)”.

وفقاً للمصادر، فإنَّ قوات الأسد وجَّهت تهماً ملفّقة لهؤلاء الشبّان، فقط لتغطية عمليات الاعتقال الانتقامية التي تأتي ردّاً على خسائرها على يد ثوار حوران، حيث تمَّ اتهامهم بـ (التحريض والتخطيط لأعمال تخريبية وإثارة الانقسامات) وغيرها من التهم التي اعتاد نظام الأسد تلفيقَها لأيِّ شخصٍ يريد اعتقاله واقتياده إلى أقبية سجونه.

وتابعت المصادر أنَّ قوات الأسد أبلغت مخاتير الأحياء المذكورة، بعدم تأجير أيّ منزل لأيِّ شخص من خارج محافظة حلب، إلا بوجود ورقة رسمية صادرة عن أحد الأفرع الأمنيّة، إضافةً لإرساله نسخة من عقد الإيجار لأيّ فرع أمني، معتبرةً ذلك من المتطلبات الأمنية”.

وأطلق أبناء درعا وثوارها منتصف ليل الخميس معركة الكرامة على عدّة مواقع عسكرية تابعة لقوات الأسد والمرتزقة الإيرانيين، لردِّ عدوانها على أبناء درعا البلد، المحاصرين منذ حوالي أسبوعين.

 وأسفرت المعركة التي شارك فيها معظم أبناء درعا وريفها بما يعرف محلياً بـ”الفزعات” عن قتلِ عددٍ من ميليشيات الأسد وإيران وأسر حوالي 100 عنصرٍ آخرين بعد السيطرة على حواجزهم ونقاطهم العسكرية المنتشرة في مختلف أنحاء المحافظة.

وحتى ظهر اليوم الجمعة ساد هدوء حذر في محافظة درعا وأُجبرت قوات الأسد  على التفاوض من جديد، بعد أنْ نقضت قبلَ يومين اتفاقها السابق مع أهالي درعا البلد محاولةً فرضَ شروطها عليهم وتسليمِ سلاحهم الفردي وترحيلِ من تريد منهم إلى الشمال، وهو ما رفضه الأهالي معلنين بعدها إطلاق معركة الكرامة لصدِّ عدوان الميليشيات على أحياء درعا البلد ومحاولة اقتحامها.