انهيارٌ تاريخيٌّ لسعرِ صرفِ الليرةِ السوريةِ أمامَ الدولارِ الأمريكيِّ
سجّلت الليرة السورية اليوم الاثنين، ولأوّل مرّةٍ في تاريخها، رقماً قياسياً جديداً وغيرِ مسبوق في هبوط سعرِ صرفِها أمام الدولار.
ووفقاً لنشرة أسعار الصرف التي يصدرها “موقعُ الليرة اليوم”, فقد وصل سعر صرف الدولار الواحد في دمشق إلى “3440” للمبيع, و”3405″ شراءً, والليرة التركية “490” مبيع, و”483″ شراءً.
وفي مدينة حلب, وصل سعر صرف الدولار الواحد إلى “3430” مبيعاُ, و “3395” شراءً, والليرة التركية, “491” مبيعاً” و 484″ شراءً.
وفي إدلب وصل سعرُ الدولار الواحد مقابل الليرة السورية إلى “3375” مبيعاُ, و”3340″ شراءً, في حين وصلت الليرة التركية إلى “483” مبيعاً, و”476″ شراءً.
ويرى الخبير الاقتصادي “سمير طويل” أنَّ تدهور الليرة السورية له عدَّةُ أسباب في مقدّمتها سببان هما, “طباعة فئة الـ 5 آلاف ليرة التي طرحها نظامُ الأسد مؤخّراً للتداول”، والقبضة الأمنية للنظام وقوانينه ضدَّ من يتعامل بغير الليرة السورية.
وأضاف “طويل” في حديث مع “أورينت نت”، أنَّ نظام أسد عندما طرح فئة الـ 5 آلاف لم يستبدلها بالعملة التالفة الأمرُ الذي زاد من نسبة التضخّم، وهناك أيضاً ارتفاع الأسعار التي تصعد أوتوماتيكياً في سوريا حيث بلغ معدّلُ ارتفاع الأسعار 175 % في السنة و15% بشكلٍ شهري.
وبيّن “طويل” أنَّ التضخّمَ هو الفرق بين كتلة الرواتب والأجور وبين الأسعار الحالية، موضّحاً أنَّه مع استمرار ارتفاع الأسعار فإنَّ هذا الأمر سينعكس حتماً على ارتفاع سعر الدولار.
وأشار إلى أنَّ هناك حالة انهيار اقتصادي في سوريا وتراجع كافة المؤشرات والقطاعات الاقتصادية نتيجةَ الحربِ التي يشنُّها نظام الأسد ضدَّ الشعب السوري، منوِّهاً إلى أنَّ تقرير برنامج الأغذية العالمي الأخير يؤكّد أنَّ ملايين السوريين أصبحوا في قبضة الجوع بسبب الحرب وارتفاع أسعار المواد الغذائية.
ولفت إلى أنَّ تمسّك الناسِ بالدولار، إضافة إلى جائحة كورونا كلٌّ هذا يتسبّب بانهيار الليرة السورية أمام الدولار.
من أسباب تدهور الليرة أيضاً عدم وجود بوادر لأيِّ حلٍّ سياسي قريب، إضافة إلى فرضِ المزيد من العقوبات الأوروبية والأمريكية على نظام الأسد وتطبيق قانون قيصر، والأزمة الاقتصادية التي يعيشها لبنان، والعقوبات الاقتصادية على الاحتلال الإيراني حليفِ نظام الأسد.
وكانت بيانات جديدة سجّلها برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة أظهرت أنَّ رقماً قياسياً بلغ 12.4 مليون سوري – أي ما يقرب من 60 % من السكان – يعانون في الوقت الحالي من انعدام الأمن الغذائي بزيادة بلغت 4.5 مليون شخصٍ في خلال عامٍ واحد فقط.
ونوَّه البرنامج إلى أنَّ جائحة كورونا تسبّبت في حدوث أزمة اقتصادية، وخسارةِ الوظائف وبالارتفاع الكبير في أسعار الأغذية وكانت عبئاً كبيراً على الشعب السوري الذي يواجه النزوح وأرهقته المعاناة من عقدٍ كامل من الحرب.