اوميكرون يجتاحُ المناطقَ المحررةَ… فما هي العواقبُ؟

بعد أشهرٍ من السيطرة على فايروس كوفيد-19 المعروفِ بفايروس كورونا المستجد، وعودةِ زمام المبادرة للمؤسسات الطبيّة في الشمال السوري،ورغمَ الظروف الصعبة التي يواجهها القطاعُ الطبّي شمالَ سوريا، يعود فايروس كوفيد-19 بنسخته الجديدة – متحور اوميكرون – ليضربَ مناطقَ مختلفة في شمال غرب سوريا

ما هو متحور اوميكرون
تعرّفُ منظمةُ الصحة العالمية متحوّر كوفيد-19 أوميكرون بأنَّه متحوّر مثير للقلق، وذلك استناداً إلى أدلةٍ بأنَّ المتحوّر يحتوي على عدّة طفرات قد تؤثّر على سلوك الفيروس. ثمّة أدلة متسقة بأنَّ متحوّر أوميكرون ينتشر بسرعة أكبر كثيراً من سرعة انتشار متحور دلتا في البلدان التي يوجد فيها انتقال عدوى مجتمعي موثّق، إذ يتضاعف عددُ الإصابات بعد مرور فترة ما بين 2 إلى 3 أيام، ويظل الخطرُ العام المرتبط بهذا المتحور الجديد عالياً جدّاً.

متحور اوميكرون يجتاح الشمالَ السوري
ارتفعت أعدادُ الإصابات في الشمال السوري بشكلٍ ملحوظ منذ بداية عام 2022 الجاري بعد تسجيلِ عددٍ من الإصابات في مناطق مختلفة في إدلب وريف حلب، مما جعل المؤسساتِ الطبية تسارع في نشر تحذيرات للمواطنين للحدّ من انتشار المتحور الجديد من فايروس كوفيد-19.

وسطَ عجزٍ في الإمكانيات لدى المؤسسات الطبيّة وتوقّفِ الدعم عن 18 منشأة طبيّة في إدلب وحلب، من ضمنها مراكزُ العزلِ، بحسب بيان نشرته منظمةُ (منسّقو الاستجابةِ) ان الفايروس يجتاح 65٪ من المناطق المحرّرة و بدأ انتشار فايروس اوميكرون في الشمال السوري بشكلٍ ملحوظ منذ بداية شهر شباط الجاري، حيث سجلت مناطق حارم وعفرين ومدينة إدلب والباب واعزاز أعلى نسبةٍ في عددِ الإصابات، الدكتور محمد الصالح أحدُ المسؤولين لدى شبكة الإنذار المبكر ، قال في حديثه مع شبكة المُحَرَّر الإعلامية، إنَّهم تمكّنوا من توثيق 2335 حالة إيجابية لفايروسِ اوميكرون وذلك منذ بداية شباط 2022 حتى 24 شباط الجاري في مناطق شمالِ غرب سوريا ما يشيرُ لتسارعه بالانتشار وبداية ذروة جديدة تشهدها المنطقة .

فيما أشار الصالح إلى أنَّ الموجة الحالية، من المتحوّر الجديد لفايروس كوفيد-19 وصلت إلى نسبة 65% من العيّنات الإيجابية التي تمَّ إجراء التنميط الفيروسي لها، موضّحاً أنَّه من خلال متابعة الحالات الجديدة بشكلٍ يومي لوحظَ أنَّ معظمَ الأعراض تنفسيّة علوية مع حاجة أقلّ للاستشفاء ، ونحن ببداية الانتشار الجديد لهذه الموجة، فيما يأمل أنْ تكونَ أخفَّ وطأة على الناس وعلى القطاع الصحي بشكلٍ عام .

من جهته قال: عبدالباسط أبو عمير، مشرفٌ لدى فريق لقاح سوريا لشبكة المُحَرَّر الإعلامية، إنَّ متحور اوميكرون ينتشر بسرعة كبيرة في الشمال السوري، ويعرف اوميكرون بسرعة انتشاره من بين أسلافه من أجناس فايروس كوفيد-19، في حين ينصح باتباع نفس طرق الوقاية من فايروس كوفيد-19 ومتحور دلتا، من حيث التباعدُ الاجتماع، والحفاظُ على النظافة الشخصية وارتاءُ القناع الطبي.

اللقاحُ متوفرٌ دون إقبال عليه
يتوفر في مناطق إدلب وريف حلب، إلا أنَّ الإقبال ضعيف على تلقي اللقاح المضاد لفايروس كوفيد-19، وذلك بحسب تصريح الدكتور في شبكةِ الإنذار المبكّر، محمد الصالح، حيث أوضح أنَّ الحالة التلقيحية بمناطق شمال غرب سوريا مازالت أقلَّ من 4% بالنسبة للممنعين بجرعتين من اللقاح المتوفر ، وحوالي 8% من إجمالي السكان ممن تلقّوا جرعة وحيدة ، وهي نسبٌ قليلة جداً ولا ترقى لأدنى درجات التمنيعِ المطلوب للتصدّي للوباء مما يسيء للوضع الوبائي أكثر ، ويُخشى خلال الدوران الشديد للفيروس في ظلِّ ضعفِ التمنيع من إمكانية التحّور وظهور أشكال متحورة جديدة من الفايروس.

في حين أوضح أنَّهم في شبكة الإنذار المبكر يراقبون تطوّر الحالات وتوسع رقعة الانتشار يوماً بعد يومٍ، مع الاستمرار بالتوصيات اللازمة والمتجدّدة باتباع أساليب الحماية الشخصية و لاتزال التوصية حاضرةً لاستكمال جرعات اللقاح والمبادرة لرفع سوية التمنيع المجتمعي عبرَ تشكيل جدار مناعي كافٍ للحدِّ من انتشار الفايروس الجديد.

انتشار الفايروس الجديد يتذكر بكارثةٍ إنسانيّةٍ جديدة قد تضرب المناطقَ المحرّرة شمالَ سوريا، إذ لا يخفى على أحدٍ العجزُ الطبي الذي طال مناطقً شمال غربي سوريا في الآونة الأخيرة، خصوصاً مع توقّفِ الدعم عن أكثرً من 18 منشأة طبيّة، تخدم احتياجاتِ المدنيين في مساحات واسعة في محافظة إدلب وريف حلب، كان من ضمنها مراكزُ عزلٍ تحتوي مرضى لفايروس كوفيد-19، و يُذكر أنَّ الموجة السابقة من الفايروس أثّرت سلباً على المنشآت الطبية.

فريق التحرير

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى