بالتنسيقِ مع نظامِ الأسدِ .. تغلغلٌ إيرانيٌّ في ديرِ الزورِ عبرَ إعادةِ تأهيلِ المساجدِ

يكثّفُ الاحتلالُ الإيراني من أنشطته السياسية والعسكرية والاقتصادية والأمنيّة بالتنسيق مع نظام الأسد، في عموم سوريا، مستخدماً في ذلك مختلفَ الأدواتِ الناعمة، وعلى رأسها الجمعياتُ الخيرية التي تستغلُّ الظروفَ الاقتصادية المتدهورة، لتقديم المساعدات الإنسانية، لنشرِ التشيّع من خلال التعاون مع مديرية الأوقاف في دير الزور لاستقطابِ الشبّانِ في العديد من المناسبات، وإنجاحِ التغلغل الثقافي داخل سوريا.

حيث أعلنت مديريةُ أوقاف مدينة دير الزور التابعة لنظام الأسد عن انتهاء أعمالِ تأهيل عددٍ من مساجد مدينة دير الزور، وتمَّ افتتاحُ مسجد تكية الراوي في حي الشيخ “يس” وسطَ المدينة في يوم الجمعة 25 من شهر آذار الماضي، بتمويل كاملٍ من المركز الثقافي الإيراني وعددٍ من الجمعيات والمؤسسات المرتبطة به.

وأشار موقعُ “تلفزيون سوريا” إلى أنَّ عمليةَ إعادة تأهيل المساجد التي دمّرها طيرانُ نظام الأسد سابقاَ، جاءت بأوامرَ مباشرةٍ من قيادة ميليشيا “الحرس الثوري” الإيراني، وذلك من أجل استعمالها لنشرِ الفكر الشيعي بين أبناء المدينة، بغرض تغييرِ ديمغرافيتها بالكامل، وتحويلها إلى ولاية إيرانية على غرارِ ما فعلتْ بعددٍ من مدن العراق واليمن ولبنان، وبمساعدة بعضِ أئمة المساجد المحليين الذين يدينون بالولاء المطلق لطهران ونظامِ الأسد.

وفي السياق نقلً الموقعُ عن موظّفٍ في مديرية الأوقاف في مدينة دير الزور قوله، إنَّ “المركز الثقافي الإيراني خصَّص مبلغ 60 مليونَ ليرةٍ سوريةٍ، من أجل إعادة تأهيل عددٍ من المساجد في أحياء الحميدية والعمال والمطار القديم، والتي تقطنها عائلاتُ عناصرِ الميليشيات الإيرانية الأجانب من الجنسيات العراقية والأفغانية والإيرانية”.

وأضاف الموظّف، “أما مؤسسة البناء والجهاد الإيرانية فقد قامتْ بتقديم كميةٍ من مواد البناء التي استُخدمت في إعادة تأهيلِ هذه الجوامع، مع إشراف عددٍ من مهندسيها على عمليات الترميم، بالإضافة إلى تبرّعِ المؤسسة بعددٍ من المصاحف والكتب الدينية والأثاث الأساسي للجامع وبعض المستلزمات الأخرى”.

ويتابع، “يقوم مسؤولو المركزِ الثقافي الإيراني بإجبار مديرية أوقاف المدينةِ على تعيين أئمّةِ وموظفي المساجد من الأسماء التي يقترحها المركزُ، بالإضافة إلى قيامه بتعيين موظفي النظافة والمستخدمين الخاصين بالمسجد من أقاربِ عناصر ميليشياته، وأيضاً وضعَ غرفةَ حراسةٍ صغيرة خلفَ المساجد لمنع عمليات السرقة التي قد تتعرّض لها. كما يشرف المركزُ على إرسال الخطباء والأئمة لحضور دوراتٍ دينية في المستشارية الثقافية الإيرانية في العاصمة دمشق.”

وكانت دراسةٌ لمركز “جسور للدراسات الاستراتيجية” لفتت إلى أنَّ الاحتلال الإيراني بدأ منذ مطلعِ عام 2022 باتخاذ مجموعة من الأنشطة السياسية والعسكرية والاقتصادية والأمنية بالتنسيق مع نظام الأسد، بالتزامن مع اندلاعِ الصراع في أوكرانيا وتحقيق تقدّمٍ في المفاوضات النووية.

وذكرت الدراسةُ بعضَ هذه الأنشطة، مثلَ تبادلِ الزيارات على مستوى رفيع بين البلدين. وزيادةِ معدلِ نشاط الخلايا الأمنية التابعة لميليشيات الاحتلال الإيراني ضمن مناطق سيطرةِ ميليشيا “قسد”، وتوسيعِ عمليات نقل الأسلحة ومنظومات الاستطلاع والدفاع الجوي والطيران المسيّر من العراق إلى سوريا ولبنان خلال شباط 2022.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى