برواتبَ تصلُ إلى 3 آلافِ دولارٍ.. استمرارُ تجنيدِ الشبابِ كـ”مرتزقةٍ” لصالحِ روسيا
يستمر الاحتلالُ الروسي بتجنيدِ السوريين للعمل معها كمرتزقة، مستغلاً فرضَ سيطرته الأمنيّةِ والعسكرية على مناطق سيطرة نظامِ الأسد، وإمساكِه بالخيوط السياسية والإدارية للنظام.
وأفادتْ مصادرُ إعلامية أنَّ الاحتلال الروسي زاد من وتيرةِ عمليات تجنيدِ “المرتزقة” خاصةً في محافظة السويداء، بهدف استخدامِهم كمقاتلين لصالح ميليشيات “حفتر” في ليبيا أو من أجل حراسةِ المنشآت النفطية في فنزويلا.
ويتمُّ تجنيدُ “المرتزقة” عن طريق شركات أمنيّةٍ روسيّةٍ، أشهرُها شركة “فاغنر” المقرَّبة من الكرملين، وبمساعدة شركات وشخصيات محليّة سورية، بدأت تظهر أخيراً كوسيط بين الشبانِ المستهدفين، وقاعدة “حميميم” الروسية على الساحل السوري، والتي تدير كاملَ العملية بتعاون من أجهزة نظام الأسد الأمنيّة.
موقع “تلفزيون سوريا” نقلَ عن مصادرَ تأكيدَها، أنَّ عمليات التجنيد تتمُّ بشكلٍ منظّم وبعقود ورواتب شهرية تتراوح بين 500 و3000 دولار.
وأضافت المصادرُ أنَّ المئات من شبّانِ محافظة السويداء، جنّدوا كمرتزقة للقتال في ليبيا وكحرسٍ للمنشآت والشركات في فنزويلا، مؤكّدة أنَّ قاعدة “حميميم” تعتبرُ نقطةَ التمركزِ والانطلاق وهي المسؤولة عن توقيعِ العقود مع شركات خاصة للتجنيد وبتسهيلات من النظام.
وأكَّدت المصادر أنَّ المحامي “محمد باكير” المنحدر من مدينة شهبا في محافظة السويداء يعمل كسمسارٍ للتجنيد، وسافر مع مجموعة إلى قاعدة حميميم قبلَ عدّةِ أيام، لكنّه عاد من القاعدة إلى السويداء بعدَ يومٍ واحدٍ من دون أنْ يتمكّن من إلحاق مجنديه بسبب وجودِ أعداد كبيرة هناك.
وأشارت المصادرً إلى أنَّ عمليات التجنيد إلى ليبيا تجري بشكلٍ ممنهج، وهناك ضبّاطٌ وصفً ضباط من قوات الأسد يعملون كوسطاء وسماسرة بالتنسيق مع قواتِ الاحتلال الروسي والشركات الأمنيّة، مقابلَ حصولهم على مبالغَ مالية معيّنةِ لقاءَ تجنيد كلِّ عنصر، تتراوح بين 100 و200 دولار أميركي، موضّحة أنَّ هناك العديد من الشركات الأمنية التي تعمل بهذا المجال منها شركةُ “الصياد” للحراسات الأمنية، والتي تعتبر أحدَ أذرع شركة “فاغنر” الروسية.
وأضافت أنَّ عملاءً للشركات الأمنيةِ من أبناء محافظة السويداء ينتشرون في مناطق متفرّقةٍ، معظمُهم في مدن السويداء وشهبا وصلخد، لتجنيد الشباب كمرتزقة، حيث يعمل هؤلاء العملاءُ كوسطاء بين الشركة الأمنية والراغبين في الانتساب، مقابلَ حصولهم على مبالغَ تتراوح بين 20 و150 دولاراً عن كلِّ شخصٍ يقومون بتجنيده.
ويقدّم هؤلاء العملاء وعوداً بإجراء تسوية أمنيّة للمطلوبين، عبرَ قواتِ الاحتلال الروسي، حيث إنَّ معظمَ الأشخاص الذين ينتسبون مطلوبون للخدمة الإلزامية والاحتياطية أو مطلوبون بقضايا أمنيّة وجنائية مختلفة، الأمرُ الذي يؤكّد وجودَ تنسيق عالي المستوى بين نظام الأسد والقوات الروسية، وشركات تجنيدِ المرتزقة.
وأكّدت المصادرُ أنَّ وتيرةَ تجنيد المرتزقة للقتال في ليبيا أو فنزويلا تتزايدُ يوماً بعد آخر، خاصةً بعد عودة بعضِ الأشخاص الذين قضوا ثلاثةَ أشهر في ليبيا، وبحوزتهم الأموالُ التي وعدوهم بها.
مشيرةً إلى أنَّ كلَّ من يلتحق بالتجنيد ويعود يطلب لمحكمة الإرهاب التابعةِ لنظام الأسد، كمحاولة من النظام للتغطية على الموضوع، وابتزاز من جنّدوا لاستخدامهم مستقبلاً.
وبحسب المصادر يعود إقبالُ الشبُان على التجنيد “كمرتزقة” في محافظة “السويداء” لعدّة أسباب أهمّها الفقرً وانتشار البطالة وتردّي الوضع المعيشي وملاحقة الشبّان من قبلِ قوات الأسد من أجل الخدمة الإلزامية والاحتياطية التي يرفضونَ الالتحاق بها.