بريطانيا تشنُّ هجماتٍ ألكترونيةً على طائراتِ الدرونِ التابعةِ لتنظيمِ داعشٍ

قامت مهمّة سريّة بالتشويش على طائرات من دون طيّار تعود لتنظيم داعش ومنعتْ المقاتلين من التواصل في المعركة بحسب ما كشفه مسؤولٌ أمنيّ بريطاني رفيع المستوى.

من جانبه تحدّث جيرمي فليمينغ مدير مكاتب الاتصالات الحكومية البريطانية لصحيفة “ذي تايمز” البريطانية قائلاً “قمنا بتجريب بعضٍ من أحدث التقانات لقطع استخدام تنظيم داعش للتقنية الأساسية الخاصة بالطائرات من دونِ طيار( الدرون)، والتي سبّبت لنا مشكلة، ولهذا قمنا باستخدام التقنيات الإلكترونية للتأثير على طريقة عملِ الطائرات من دون طيار”.

بالإضافة لقطع الاتصالات التي يجريها عناصر تنظيم داعش عبْرَ الهواتف النقالة والحواسيب المحمولة من قِبل مسؤولين أمنيين الاتصالات، إذ ذكر الجنرال السير باتريك ساندرز، رئيس القيادة الاستراتيجية: “كنا نريد أنْ نضمنَ تعطّل أجهزتهم عندما يحاولون التنسيق للهجوم على قواتنا، وهكذا لا يمكنهم أنْ يثقوا بالأوامر التي تصلهم، كما أردنا أنْ نخدعَهم ونوجَّههم بشكل خاطئ، وذلك بهدف إضعاف فعاليتهم وتماسكهم، فضلاً عن إضعاف معنوياتهم، إلا أنّك لا تكتفي بفعل ذلك ضمن الفضاء الإلكتروني، إذ علينا أنّ ننسّقَ وندمج ذلك مع الأنشطة التي تتمُّ على الأرض”.

وأشار فليمينغ بأنَّ قطع الاتصال عن عناصر تنظيم داعش كان بمثابة عنصر مفاجأة بالنسبة للقادة العسكريين في التنظيم.

وكانت قد استطاعت تلك التكتيكات أيضاً تدمير الدعاية الإعلامية للتنظيم، حيث خربت بياناتُهم وأبعدتْهم عن حساباتهم على وسائل التواصل الاجتماعي، وبذلك ضُعفَ عددُ الفيديوهات التي تشتمل على عنفٍ والتي ينشرها عناصر تنظيم داعش إلى حدٍّ كبيرٍ،
وقال فليمينغ: “لقد قطعنا دعايتهم الإعلامية، سواء على مستوى العمليات التي تتمُّ في ساحة المعركة، وكذلك تمكّنا من الوصول ولو عن بعدٍ إلى الأماكن التي احتفظوا فيها بتلك المواد”.

حيث دفعت تلك التكتيكات الجديدة إلى ظهور القوات الإلكترونية الوطنية خلال العام الماضي، وتمثّل مشروعاً مشتركاً بين مكاتب الاتصالات الحكومية البريطانية والجيش البريطاني وجهاز الاستخبارات في تلك الدولة، ومن المزمع القيامُ بسلسلة من الحملات لتكونَ رادعاً للدول من أمثال روسيا والصين.

حيث إنَّ السيد فليمينغ لم يؤكّد قيام بريطانيا باستخدام تلك التكتيكات الهجومية ضدَّ أيّ دولة أخرى، لكنّه اكتفى بالقول بأنَّ ذلك الخيار: “مطروح بالنسبة للحكومات ضمن هذا السياق”.

وأشار إلى أنّه يمكن الاستعانة بتلك الإمكانات “لمكافحة المعلومات المغلوطة والتضليل الإعلامي”، إلى جانب العمل ضدَّ عصابات الجريمة المنظمة.

ونوَّه فليمينغ. إلى أنَّه يمكن استخدامُ تلك الأساليب لاستهداف العصابات التي تنشر فيروس الفدية عبْرَ الشابكة، والذي يقوم بحجب الوصول إلى البيانات إلى حين دفعِ الفدية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى