بعدَ انتحارِ طفلٍ سوري حملةٌ لـ”إيقافِ الكراهيةِ” في تركيا

دعا ناشطون سوريون مقيمون في تركيا، للمشاركة في حملة على مواقع التواصل الاجتماعي، مساء اليوم السبت، بهدف إيقاف حملات الكراهية ضد السوريين في تركيا، عقْبَ إقدام طفل سوري على الانتحار شنقاً في ولاية كوجالي عصر الخميس الماضي، بسبب تعنيفه من قبل طلاب أتراك ومعلمه، وفق ما تناقلت وسائل الإعلام.

وتهدف الحملة وفقاً لما قالت مجموعة “Ben İnsanım” أي “أنا إنسان” المنظمة للحملة، “لإيصال صوتنا إلى المجتمع التركي للوصول إلى الترند في تويتر لإيقاف حملات الكراهية”.

وأوضحت المجموعة، أنّ الطفل السوري الذي انتحر يدعى “وائل”، مشيرة إلى أنّه “هرب من جحيم الحرب بحثاً عن الأمان وحقّه في الحياة والتعليم، وقد تعرّض وائل في مدرسته إلى حملة كراهية من زملائه ومدرّسيه فقتل نفسه”.

وأضافت المجموعة المُنظمة للحملة، أنّ “حملة الكراهية ضد السوريين والتي يقودها البعض في وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي أدّت بطفل عمره 9 سنوات إلى الانتحار”، مشيرة إلى أنّه “حتى لا يتكرّر المشهد وحتى نحافظ على أبنائنا أوقفوا حملات الكراهية ضد السوريين.
موعد الحملة الليلة السبت 5 تشرين أول 2019 الساعة 9:00 مساء”.

وفي وقت سابق، أكّدت تقارير إعلامية، انتحار الطفل وائل السعود البالغ من العمر 9 أعوام ويقيم في حي كارتبه في ولاية كوجالي، بعد تعرّضه للتوبيخ، من قبل معلم في المدرسة، و من زملائه الأتراك.

وذكرت صحيفة “يني شفق” التركية, أنّ الطفل “علّق نفسه على باب المقبرة، وانتحر”، حيث نشرت وسائل إعلام تركية صوراً تظهر معاينة الشرطة لمكان الحادثة، وانتشال الجثة، وإخضاعها للفحوصات اللازمة في مشرحة المدينة، ومن ثم تسليم الجثة إلى أهله، ودفنه في مقبرة أكسو، المقبرة التي فقد فيها حياته.

وأشارت الصحيفة إلى أنّ وائل تعرّض لتمييز عرقي من قبل الطلاب الآخرين، وأنّ أحدَ المدرسين تنمّر عليه في يوم وقوع الحادث.

ويتعرّض اللاجئون السوريون في تركيا لحملات تحريض متكرّرة، واتهامات مباشرة في أي حادثة تثير الرأي العام التركي، من قبل عُنصريين على وسائل التواصل، تعمل الحكومة التركية على مكافحتهم، وآخرها ما شهدته ولاية أضنة التركية، في أيلول 2019 من تكسير لمحلات وسيارات وممتلكات سوريين، بعد انتشار شائعة حول تعرّض طفل تركي لتحرّش جنسي من قبل لاجئ سوري، ليعلن بعد ساعات والي أضنة في بيانٍ له، أنّ مرتكب جريمة التحرش هو مواطن تركي.

ويعيش ما يقارب أربعة ملايين شخص سوري في كافة الولايات التركية البالغ عددها 81 ولاية، في وقت أصبحت قضية تواجدهم، مادة تستغلها أحزاب في تركيا، خاصة في مواسم الانتخابات، وهو ما بدا واضحاً خلال الانتخابات البلدية الأخيرة في إسطنبول.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى