بعدَ فقدانهِ دعمَ مؤيديه.. محلّلونَ يرونَ أنّ “بشارَ الأسدِ” عادَ للمربعِ الأولِ من الأزمةِ السوريةِ

عد عشر سنوات من الثورة السورية، ووسط الدمار والتهجير والمجازر التي طالت كافة أرجاء سوريا ، عادت المظاهرات الشعبية في مناطق سيطرة الأسد، هنا يرى محلّلون أنّ بشار الأسد عاد للمربع الأول في الصراع الداخلي، حيث فقدَ الدعمَ من مؤيديه، وهو على أعتاب أزمة اقتصادية حادّة مع اقتراب تطبيق “قانون قيصر”.

قالت (منى يعقوبيان)، وهي باحثة في معهد الولايات المتحدة للسلام لصحيفة فايننشال تايمز إنّ الاحتجاجات التي حصلت خلال اليومين الماضيين تكشف مدى اليأس الذي وصل إليه الناس الذين نجوا من أسوأ صراع في المنطقة، وأنّ تفاقم شعورهم بالفقر دفعهم إلى الحافة.
المئات من سكان مدينة السويداء ذات الغالبية الدرزية تظاهروا في جنوب سوريا الثلاثاء، مطلقين هتافات لإسقاط نظام الأسد، وهي محافظة بقيت بمنأى نسبياً عن النزاع الدائر في البلاد، وفْقَ ما أفادت مصادر محلية..

تعيش المدينة من عدّةِ أيامٍ تظاهرات مطالبة بتحسين الأوضاع المعيشية تزامنت مع انخفاض سعر صرف الليرة مقابل الدولار في السوق الموازية بين يومي السبت والاثنين من 2300 ليرة ليتخطّى عتبة ثلاثة آلاف، ما أدّى إلى ارتفاع قياسي في أسعار السلع والمواد الغذائية.

بينما نظام الأسد يلوم الغرب على الأزمة الاقتصادية التي يعاني منها، خاصة العقوبات الأميركية الجديدة بقانون قيصر، ولكنّ خبراء يؤكّدون أنّ أزمة البلاد الاقتصادية ما هي إلا نتاج سنوات من فساد نظام الأسد، الذي لم يأبهَ لتجويع وتشريد وقتلِ شعبه على مدى عقدٍ كامل.

من جانبه يقول الكاتب والمحلّل السياسي (مصطفى فيص) في مقال نشر على “موقع الحرّة” إنّه وبعد تسع سنوات على الثورة، وأربع على تدخّلها المباشر، تواجه قوات القيصر الجديد أشباحاً من نوع آخر، لا تملك لا القدرة على مواجهتها ولا إمكانية هزيمتها. فسلاح العقوبات الأميركية المعروفة بقانون “قيصر” الذي دخل حيّز التنفيذ مطلع هذا الشهر، ينقل الصراع على سوريا إلى مواجهة من نوع آخر لا تعتمد على الترسانة العسكرية ولا على الدبلوماسية الدولية، حيث قوة الضغوط الاقتصادية التي سيطبقها قانون “قيصر” على النظام السوري وحلفائه، كفيلة بإفراغ كافة انتصارات هذا الحلف الجيوسياسية والعسكرية من مضمونها، وتعيده إلى نقطه البداية، أي بحث مستقبل النظام ورأسه.

كما أكّد الكاتب أنّ موسكو باتت تدرك جيداً أن طريق الحل في سوريا لم تعدْ سالكة، وأنّها الآن مليئة بمطبات “قيصر” وشروطه التعجيزية، وأنّ النكسات على مشروعها تتوالى، بعدما طوت واشنطن فكرة إعادة تعويم الأسد، وقطعت الطريق على محاولة أوروبية عربية لإعادة تأهيل الأسد، ووضعت خطوطها الحمر حول عودته إلى الجامعة العربية، ولم تعترفْ بمسار أستانا كبديل عن مسار جنيف.

ويعيش اليوم الجزءُ الأكبر من السوريين تحت خط الفقر، وتشهد الليرة السورية انهياراً غيرَ مسبوق ومتواصلاً أمام الدولار يؤدي الى عجز القدرة الشرائية للسوريين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى