بهذه الطريقةِ تحاولُ روسيا تلميعَ صورتِها المُشوّهةِ في الجنوبِ السوري

يحاولُ الاحتلالُ الروسي جنوبَ سوريا تلميعَ صورته المشوَّهة بفعل غارات طيرانه الحربي ودماءِ الأبرياء الذين استهدفهم طيرانُه, عبْرَ عمليات توزيع موادٍ إغاثية خجولة.

وقبل أكثرَ من سنتين استهدف الاحتلال الروسي قرى وبلدات ريف درعا الشرقي بأكثرَ من 200 غارة جويّةٍ بمختلف أنواع الأسلحة، 25 غارةً جويّةً بدأها الاحتلال الروسي يوم 24 حزيران عام 2018 لتنهيَ بها سيطرةَ فصائل المعارضة على مدن وبلدات بُصر الحرير والحراك والكرك الشرقي والقطع العسكرية المحيطة بها, وأسفرت تلك الغاراتُ عن دمار هائل في الممتلكات وإزهاق مئات الأرواح.

وبعد مُضي سنتين على المجزرةِ التي ارتكبها طيرانُ الاحتلال الروسي بحقِّ الحجَر والبشر، يعود جنود الاحتلال محمّلينَ بمياه الشرب لتوزيعها على المنطقة، التي يعاني سكانُها من نقصٍ حادٍ في مياه الشرب ومقوّمات الحياة, وسطَ تساؤل من أهالي المنطقة.. هل يمكن لميليشيات الاحتلال الروسي إحياءُ الأرواح وإعادةُ أجسادٍ قتلها طيرانُهم؟

ونقل “تجمّعُ أحرار حوران” عن مصادر أهلية قولها, إنّ تواجدَ الاحتلال الروسي وعمليات توزيع المواد الإغاثية الخجولة لا تتعدّى محاولةُ الأخيرِ تلميعَ صورةٍ مشوّهةٍ أصلاً بغارات الطيران ودماء الأبرياء، الذين استهدفتْهم طائراته بنيرانها قبلَ أقلَّ من 3 سنوات، وهي رسالة المحتل الروسي للحاضنة الشعبية في الداخل.

بينما يرى مراقبون أنَّ مثل هذه العمليات موجّهةٌ للخارج لـ “الأردن والاحتلال الإسرائيلي”، إضافة للاجئين السوريين في الأردن، حيث يعمل الاحتلال الروسي على إقناعِهم في العودة إلى مدنهم وقراهم بضماناتٍ منه.

وسبق أنْ أكّد الاحتلال الروسي وبعدَ اجتماعه في عمّان قبل شهر التزامه في الاتفاقيات والعهود التي قطعَها للجارين القريبين من الحدود الجنوبية في سوريا، وهي إحكامُ السيطرة على المنطقة ومنعُ ميليشيات الاحتلال الإيراني من توسيعِ نفوذها، وهي ما يفسر انتشار الروس على أوتوستراد دمشق – عمان، لوضع حدٍّ لنظام الأسد وشبيحته المتواجدين على الحواجز في تلك المنطقة، ولطمأنةِ الأردن والاحتلال الإسرائيلي بأنّه موجودٌ في المنطقة، ويعمل ما بوسعه لتنفيذ تعهّداته.

ما سبق لا يعني بالضرورة أنَّ الاحتلال الروسي جادٌّ في ضبطِ المنطقة ووضعِ حدٍّ لتجاوزات نظام الأسد والاحتلال الإيراني فيها والشواهد على ذلك كثيرة، ليس آخرُها عمليات الاغتيال والفلتان الأمني والاعتقالات، وتهريب الحشيش والمخدّرات إلى الأردن، بل آخرُ تلك العمليات كانت يوم أمس عندما أعلن الجانب الأردني إحباطَ عملية تهريب آلافٍ من حبوب الكبتاغون.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى