بيانٌ مشتركٌ بين روسيا وأزربيجانِ وأرمينيا يقضي بحلِّ النزاعِ بينَ الطرفينِ

أعلن رئيس الوزراء الأرمني نيكول باشنيان، أنّه وقّع بياناً مشتركاً “موجعاً” مع الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين، والأذربيجاني إلهام علييف، لإنهاء الحرب في قره باغ.

وكان قد جاء في نصّ البيان المشترك عدّة بنود منها ، إعلان وقفِ إطلاق النار بشكلٍ كامل وإيقاف كافة العمليات العسكرية في منطقة نزاع ناغورني كاراباخ، بحيث تبقى جمهورية أذربيجان وجمهورية أرمينيا ، المشار إليهما فيما بعد بالطرفين ، في موقع كلٍّ منهما.

وفي البند الثاني سيتمُّ استعادةُ الأراضي التي تحتفظ بها منطقة أغدام وجمهورية أرمينيا في منطقة غازاخ بجمهورية أذربيجان إلى الطرف الأذربيجاني مطلع 20 الشهر الحالي.

بالإضافة لنشر وحدة حفظ سلام تابعة للاتحاد الروسي على طول خطِّ التماس في ناغورنو كاراباخ وعلى طول ممر لاتشين ، وتتألف من 1960 عسكرياُ، 90 ناقلة جنْدٍ مدرّعة و 380 مركبة ومعدّات خاصة، ووحدة حفظ السلام التابعة للاتحاد الروسي بالتوازي مع انسحاب القوات المسلحة الأرمينية، وستبقى وحدة حفظ السلام التابعة للاتحاد الروسي لمدّة 5 سنوات مع تمديد تلقائي لخمس سنوات أخرى، ما لم يتمّ إعلان أيّ من الطرفين عن نيته إنهاء هذا الاتفاق قبل 6 أشهر من انتهاء المدّة.

وجاء بالاتفاق أيضاً ، إنشاء مركز مصالحة لمراقبة وقفِ إطلاق النار من أجل زيادة فعالية الرقابة على تنفيذ الاتفاقات من قِبل أطراف النزاع .

كما أقرَّ البيان باستعادة جمهورية أرمينيا منطقة كالباجار إلى جمهورية أذربيجان يوم 15 نوفمبر الحالي ، ومنطقة لاتشين بحلول الشهر المقبل ، تاركة وراءها ممرَ لاتشين (بعرض 5 كيلومترات) ، والذي سيضمن ربط ناغورنو كاراباخ بأرمينيا. سيؤثّر على مدينة شوشا. وفقًا للاتفاقية ، سيتمُّ تحديدُ خطّةً لبناء طريق نقلٍ جديدٍ على طول ممر لاتشين ، والذي سيوفّر الاتصالات بين ستيباناكيرت وأرمينيا ، مع نقلِ وحدة حفظ السلام الروسية لحماية هذا الطريق في السنوات الثلاث المقبلة. تضمن جمهورية أذربيجان سلامة تنقّل المواطنين والمركبات والبضائع على طول ممر لاتشين في كلا الاتجاهين.

وأكّد القرار إعادة المشرّدين داخلياً واللاجئين إلى إقليم ناغورني كاراباخ والأراضي المجاورة لها تحت إشراف مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين.

بالإضافة لإلغاء حظرِ جميع الطرق الاقتصادية والنقل في المنطقة. توفّر أرمينيا طُرُقَ النقل بين المناطق الغربية من جمهورية أذربيجان وجمهورية ناختشيفان المتمتعة بالحكم الذاتي من أجل تنظيم حركة المواطنين والمركبات والبضائع دون عوائق في كلا الاتجاهين. يتمُّ التحكّمٌ بالحركة من قِبل خدمة الحدود FSB الروسية،. وتبادل جثث أسرى الحرب وغيرهم من المعتقلين والقتلى.

كما سيتمُّ توفيرُ ربطٍ بين ناختشيفان المتمتّعة بالحكم الذاتي مع المناطق الغربية لأذربيجان، وبرضى الطرفين.

وقال باشينيان، في بيان أصدره مساء الاثنين: “اتخذت قراراً صعباً جداً جداً بالنسبة لي ولنا جميعاً، ووقّعت على بيان مشترك مع الرئيسين الروسي والأذربيجاني حول إنهاء الحرب في قره باغ”.
وأضاف باشينبان

“نصّ هذا البيان الذي تمّ نشره للتو موجع بدرجة لا يمكن وصفها بالنسبة لي شخصياً ولشعبنا كلّه. اتخذت هذا القرار بناءً على تحليل عميق للوضع العسكري وتقديرات الأشخاص الذين يفهمونه بأفضلِ شكلٍ”.
كما شدّد على أنّ هذا القرار مبنيٌّ على “قناعة بأنّ هذا هو الحلُّ الممكن الأحسن للوضع الذي تشكّل حتى الآن… هذا ليس نصراً لكن لن تكون هناك هزيمة حتى اعترافكم بأنفسكم خاسرين”.
بدأت الحرب باشتباكات مسلحة على خط التماس بين القوات الأذربيجانية والأرمنية في إقليم قره باغ والمناطق المتاخمة له في أخطر تصعيد بين الطرفين منذ أكثر من 20 عاماً وسط اتهامات متبادلة ببدء القتال واستقدام مسلحين أجانب.
وعلى خلفية هذه التطورات أطلقت الحكومة الأذربيجانية هجوماً واسعاً على القوات الأرمينية في قره باغ، فيما أكّد الرئيس الأذربيجاني أنّ الحلَّ الوحيد للقضية يتمثّل في تطبيق القرارات الدولية ذات الصلة والتي تنصُّ على عودة “الأراضي المحتلة إلى أذربيجان”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى