بِيعَ أثاثُ قصرِ رفعتِ الأسدِ في باريسَ بأسعارٍ خياليّةٍ ضمنَ مزادٍ علنيٍّ
افتتحتْ أمسِ الخميس، دارُ مزادات “دروو” الفرنسية الشهيرة، مزاداً لأثاث أحدِ قصور رفعت الأسد، عمِّ رأس النظام بشار الأسد ويستمرُّ المزادُّ لهذا اليوم الجمعة.
وبحسب ما جاء في إعلان الدار قبل أيام، فإنَّ القطع التي يتجاوز عددُها الـ 450 تعود لقصر رفعت الأسد الواقع في 38 شارع فوش بالدائرة 16 في العاصمة الفرنسية باريس.
وبحسب قائمة الأسعار الأولية، فإنَّ قطعتين أثريتين هما الأغلى من بين القطع الـ500 المقرّرِ عرضُها في المزاد، الأولى هي لزوج من المرايا بزجاج مسنّن تعود للقرن التاسع عشر، يتراوح سعرُها ما بين 30 و50 ألفَ يورو.
والثانية هي لـ “شمعدانٍ ضخمٍ” مصنوع من البرونز المطلي بالذهب يعود للقرن الثامن عشر، ويتراوح سعرُه أيضاً بين 30 و50 ألفَ يورو.
وفي تغريدة له على “تويتر” قال الناشط السياسي السوري محمدُ غنيم: إنَّ المقتنيات تعود للقرن الثّامن عشر، وهناك ثُريّات فخمةٌ يبدأ سعرها من 50 ألفَ يورو، وخزانة ذات أدراج مذهّبة، وأكثرُ من 500 قطعةٍ فخمة ستُعرض للبيع ابتداءً من يوم الخميس 12 كانون الثاني.
وأشار غنيم إلى أنَّ اسم المزاد “قصر في حيّ فوش” له رمزيته، إذ يُعَدّ فوش أحدُ أرقى أحياء باريس وأحدُ أغلى الأحياء السّكنيّة في العالم قاطبة، فمن يعرف باريس يعرف أنّ “فوش” هو أعرضُ جادّة سكنيّة فيها، وأنّه مشهور بقصوره الفارهة وبآلاف الأشجار التي تصطفّ على جنباته، وقد سكنه أوناسيس كما سكنَه الفرع الفرنسيّ لعائلة روتشيلد الشّهيرة التي كانت إمبراطوريّة العمل المصرفي في العالم.
ومن المعروف أنّ رفعت الأسد الملقّب بـ “جزّار حماة” كان يسكنُ في قصر خاصّ فاخر عنوانه 38 شارع فوش في باريس.
وأضاف غنيم أنَّ زميلة له وهي صحافية فرنسية أخبرته بأنّها وجدت مكتبة عربيّة من ضِمن المزاد وبأنّ القطع المعروضة هي لأثاثٍ مُصَادر.
كما أنها تحقّقت وتأكّدت من أنّ اللّوحة الهولندية التي تعود إلى أوائل القرن الثّامن عشر (القطعة رقم 79 في المزاد) هي حقيقةً ذاتُ اللوحة التي ظهرت خلفَ رفعت في مقابلة أجراها مع وسائل الإعلام من منزله منذ عدّةِ سنوات.
وختم غنيم تغريدته “تذكّروا صور هذا المزاد حين يتلو عليكم إعلامُ العصابة الحاكمة أكاذيبَه وحين يضع باللائمة على العقوبات في انهيار الاقتصاد وتهاوي الليرة وشحّ المحروقات وفقدان الرغيف بدلاً من أنْ يخبرَكم عن الأسرة الفاسدة التي نهبتْ ثرواتِ الشعب السوري منذ أكثرَ من نصفِ قرنٍ وما تزال”.
وكان رفعت الأسد قد غادر سورية في عام 1984، ضِمن صفقةٍ رعاها الرئيس الليبي السابق معمّرُ القذافي، وذلك بعد انقلاب فاشل ضدّ شقيقه حافظ، لكن رفعت عاد إلى دمشق، في السابع من تشرين الأول عام 2021، بعد أنْ سمح له ابنُ أخيه بشارُ الأسد بعودة مشروطةٍ تحت “ضوابط صارمة” وذلك منعاً لسجنه في فرنسا.
وخلال وجوده داخل النظام، شغلَ رفعتُ الأسد منصبَ نائب رئيس الجمهورية لشؤون الأمن القومي، وشغل مقعداً في القيادة القطرية لحزب “البعث”، وقائدَ ميليشيا “سرايا الدفاع”، وهو معروفٌ لدى السوريين باسم “جزّار حماة”، لدوره في مجازر حماة في عام 1982.
كما ارتكبت ميليشيا “سرايا الدفاع” التابعةُ لرفعت الأسد، مجزرةً بحقِّ المعتقلين في سجن تدمر، في حزيران عام 1980، والتي راح ضحيتَها أكثرُ من ألفِ معتقلٍ.
وبعد مغادرته سوريةَ في عام 1984، توجّه رفعت الأسد إلى سويسرا ثم إلى فرنسا، حيث أنشأ إمبراطورية عقارية في عدّة دول أوروبية، خاصةً في إسبانيا وفرنسا وبريطانيا.
وبعد شكاوى رفعتها منظمةُ “الشفافية الدولية” و”جمعية شيربا”، فتحَ القضاءُ الفرنسي تحقيقاً في عام 2014، تمّت خلاله مصادرةُ عشراتِ الشقق في باريس وقصرين وعقارٍ يضمُّ قصراً ومزرعةَ خيول في منطقة فال دواز شمالي باريس، ومكاتب في ليون، فضلاً عن 8.4 مليون يورو مقابل ممتلكات كانت قد بِيعت سابقاً، كما جمّدت عقاراً في العاصمة البريطانية لندن بقيمة عشرةِ ملايين جنيه إسترليني.
وكانت هذه الأصول مملوكةً لرفعت الأسد وأقاربِه عَبْر شركات في بنما وليختنشتاين ولوكسمبورغ.
الجدير بالذكر، أنَّ أثاثَ قصر رفعت في باريس هو أحدُ الأصول التي صادرتها فرنسا بعدَ الحكم على رفعت غيابياً في أيلول 2021 بمصادرة ممتلكاتٍ تعود له بقيمة 90 مليونَ يورو، والسجنِ 4 سنوات، بتهمة تبييضِ الأموال ضِمن عصابة منظّمة بين عامَيْ 1996 و2016، واختلاس أموالٍ عامّةٍ سوريّةٍ.