تحذيرٌ من منظّمةِ “أنقذوا الأطفالَ”: وفاةُ طفلينِ كلَّ أسبوعٍ في مخيّمِ “الهولِ” شمالَ شرقي سوريا
وثّقت منظّمة أنقذوا الطفولة” وفاة 62 طفلاً في مخيّم الهول خلال العام الحالي، وحذّرت من وفاة الأطفال الأجانب الذين تخلّت عنهم دولهم في مخيمي “الهول” و”روج” شمالَ شرقي سوريا.
جاء ذلك في تقرير أصدرته المنظّمة اليوم الخميس 23 أيلول، بعنوان “متى سأبدأ العيش؟”.
وجاء في تقرير المنظمة أن الكثير من أغنى دول العالم فشلت في إعادة غالبية أطفالها العالقين في مخيمي “روج” و”الهول” شمال شرقي سوريا.
وأوضح أن الشباب في هذه المخيمات يقولون إن حياتهم تتلاشى ببساطة بسبب العنف والمرض الذي يشكل خطراً يومياً.
وأحصت المنظمة وفاة 62 طفلًا في مخيم “الهول” خلال العام الحالي، أي بمعدل طفلين كل أسبوع، لأسباب عدة.
وعزت المنظمة حالات الوفيات بين الأطفال إلى الأمراض التي يمكن تجنبها، ونظام الرعاية الصحية الذي بالكاد يعمل، وسوء المياه والصرف الصحي، وسوء التغذية.
ووفقاً لتقرير المنظمة، قتل 73 شخصاً على الأقل، بينهم طفلان، في الهول هذا العام، نتيجة الحوادث الأمنية التي يشهدها المخيم بين الحين والآخر.
ويعيش في مخيمي “روج والهول” نحو 40 ألف طفل من 60 دولة حول العالم، ويعانون من ظروف معيشية صعبة للغاية، في حين يعتبر العنف حدثاً يومياً في مخيم “الهول”، إذ يشيع القتل والشروع في القتل والاعتداء والحرق العمد.
ونقل موظفين تابعين للمنظمة عن أطفال في مخيم “الهول” قولهم، “إنهم يشعرون بعدم الأمان عندما يتجولون في المخيم، أو لدى ذهابهم إلى السوق، أو عند استخدام المراحيض ومرافق الاستحمام”.
في حين لا يزال خطر نشوب حرائق في مخيم “روج” يمثل تهديداً مستمراً، وقد توفي العام الماضي ثلاثة أطفال، وأصيب اثنان بجروح خطيرة، في حادثين منفصلين، نتيجة انفجار مدافئ واندلاع حرائق.
ولفتت المنظمة إلى أنه أصبح من الملحّ أكثر من أي وقت مضى، قيام الحكومات الأجنبية التي لديها مواطنون في “الهول” و”روج” بتحمّل المسؤولية تجاههم، وإعادة الأطفال وعائلاتهم إلى بلدانهم الأصلية.
مشيرة إلى أن الأرقام الحديثة تظهر أن الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي إلى جانب المملكة المتحدة وكندا وأستراليا، لم تفعل ما يكفي لإعادة مواطنيها.
وأوضحت أن المملكة المتحدة أعادت أربعة أطفال فقط، بينما لا يزال 60 طفلاً من رعاياها في المخيمات السورية، كما يوجد ما لا يقل عن 320 طفلًا فرنسياً في المخيمات أعادت منهم حكومتها 35 طفلاً فقط.
وأضافت المنظمة أنه وخلال الأشهر الأخيرة، أكملت دول مثل ألمانيا وبلجيكا وفنلندا إعادة مجموعة من الأمهات والأطفال من المخيمات، “مما يثبت مرة أخرى أنه من الممكن إنقاذ الأرواح عندما تكون هناك إرادة سياسية”.
من جانبها قالت مديرة استجابة منظمة “أنقذوا الطفولة” في سوريا “سونيا كوش”، “يعاني هؤلاء الأطفال من أحداث صادمة لا ينبغي أن يمر بها أي طفل، بعد سنوات من العيش في مناطق النزاع. من غير المفهوم أنهم محكوم عليهم بهذه الحياة”، مضيفة، “ما نراه هو ببساطة تخلّي الحكومات عن الأطفال الذين ليسوا إلا ضحايا الصراع”.
ولفتت “كوش”، إلى أن 83% من عمليات ترحيل المواطنين الأجانب جرت إلى كازاخستان وأوزبكستان وروسيا وكوسوفو، مؤكدة على ضرورة أن تنهض بقية الحكومات بالتزاماتها، وتتحمل المسؤولية تجاه مواطنيها، وتعمل على إعادة الأطفال مع عائلاتهم بما يتماشى مع اتفاقية الأمم المتحدة لحقوق الطفل.
وتابعت، “كل يوم يمكث فيه الأطفال الأجانب وعائلاتهم في المخيمات هو يوم آخر تفشل فيه حكوماتهم. كل يوم يُحرمون من فرصة العودة إلى ديارهم، ويحرمون من الخدمات المتخصصة التي هم في أمسّ الحاجة إليها، إلى جانب حرمانهم من حقهم في العيش بأمان والتعافي من تجاربهم”.