تحوّلت مياهُ بردى من مياهٍ عذبةٍ تغنّى بها شعراءُ دمشقَ.. إلى مصدرِ تسمّم وموتٍ في عصرِ الأسدِ!!

شهدت منطقة وادي بردى بريف دمشق الغربي الشمالي، عشرات من حالات التسمم الناجمة عن شرب مياه غير صالحة للشرب، في المنطقة الأغنى بمياه الشرب في محافظتي دمشق وريفها.

وأفادت مصادر محلية من وادي بردى، الخميس 2 من كانون الثاني، أنّ قريتي جديدة الشيباني وأشرفية الوادي، سجلت نحو مئة حالة من التسمّم، (التهاب معوي حاد، مصحوب بحالات إقياء وإسهال)، خلال الأيام الماضية.

وقالت المصادر نقلًا عن المراكز الصحية في البلدات، إنّ تلك الحالات ناجمة عن شرب مياه آبارٍ يشتبه بأنّها ملوّثة وغيرِ صالحة للشرب، رغم وجود نبع الفيجة الذي يغذّي العاصمة دمشق، ويُعدٌّ أكبر ينابيع سوريا في المنطقة.

وتخضع قرى وادي بردى بالريف الغربي الشمالي لدمشق، لسيطرة نظام الأسد، منذ مطلع عام 2017، ويمرُّ بالمنطقة نهر بردى القادم من منطقة الزبداني، وتعتبر منطقة سياحية وغنية بالمياه الجوية العذبة والمصدر الأوّلي لمدينة دمشق.

بدورها نقلت صحيفة “البعث ميديا” التابعة لنظام الأسد، أمس عن مدير صحة ريف دمشق، ياسين نعوس، أنّ عدد الحالات الموثّقة لدى المديرية بلغ 79 حالة، في بلدتي أشرفية الوادي وجديدة الشيباني، وتراوحت تلك الحالات بين الإسهال والإقياء.

وقال نعوس، للصحيفة، إنّ “المديرية سحبت عينات من مياه أحد الآبار التي يشتبه بأنّها ملوّثة، وستصدر نتائج فحص عينات مديرية الموارد المائية غدًا الخميس، ونتائج تحاليل مديرية الصحة بعد غد الجمعة”، مشيرًا إلى تقديّم العلاج المناسب للمصابين ومتابعتهم عبر فريق صحي من قبل مديريته.

وتعرْضت قرى عين الفيجة وبسيمة في منطقة وادي بردى، لحملة عسكرية واسعة من قوات الأسد والاحتلال الروسي، وأدّت لتدمير القرى وتهجير سكانها في كانون الثاني 2017.

ومنذ تلك الفترة، أغلقت قوات الأسد منافذ القرى بشكلٍ كامل وأعلنتها “منطقة عسكرية”، ومنعت بذلك دخول أيِّ أحدٍ من السكان إليها، لتقوم بتدمير ممنهج لأحيائها السكنية ومنشآتها ومعالمها السياحية بحجّة “الأمن المائي” لنبع الفيجة وتوسيع حرمي النبع.

وتفتقر قرى الوادي (14 قرية) لمياه الشرب المحلية العذبة رغم وجود أكبر الينابيع في المنطقة “نبع الفيجة” و”نبع بردى”، بعد إجراءات تعسفية من مؤسسة مياه دمشق التابعة لنظام الأسد، والتي تمثلت بتحويل جميع المياه إلى دمشق عبر أنفاق مائية، لتبقى معظم القرى تتعذّى عبر آبار جوفية يشكّك بصحة استخدامها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى