تخبّطٌ وإرتباكٌ كبيرٌ يعصفُ بصفوفِ ميليشيات “قسد” والانشقاقاتُ سيدةُ الموقفِ

كشفت مصادرٌ محلية من مناطق شرقي سوريا عن تصاعدِ عمليات الانشقاق والهروب من صفوف ميليشيات “قسد” الانفصالية خلال الآونة الأخيرة، وذلك تزامناً مع تصاعد التصريحات التركية بشنّ عملية عسكرية شرقي الفرات.

وأكّدت المصادر أنّ هناك حالة إرتباك وتخبّط تعيشها “قسد” جرّاء تكرار حالات الانشقاق من قبل قيادات وعناصر، بعضهم وصل للأراضي التركية عبر الحدود، في وقت تشير المصادرُ إلى أنّ آخرين وصلوا لمناطق الجيش السوري الحرّ بريف حلب الشرقي ولم يُعلَن عنهم بعدُ.

وذكرت المصادرُ أنّ قرابة 9 عناصر من ميليشيات “قسد” قد انشقّوا ودخلوا إلى الأراضي التركية من منطقة تل أبيض الحدودية مع تركيا بريف الرقة الشمالي، وأنّ ميليشيات “قسد” استنفرت قواتُها وقامت بإغلاق جميع مداخل ومخارج المدينة خوفاً من انشقاقات أخرى على مستوى أكبر.

ولفتت المصادرُ إلى أنّ قيادة ميليشيات “قسد” لا زالت تخفي على عناصرها أخبار الانشقاقات، وتحاول تداركَ الموقف الذي قد يسبب انهياراتٍ داخلية في صفوفها، مع أنباء وردت عن تخوّفٍ كبير في منطقة تل أبيض من بدء عملية عسكرية هناك، قد تجبر ميليشياتِ “قسد” على الانسحاب منها مجبرة.

وفي نفس السياق، فرّ مسؤول الجمارك في ميليشيات “قسد” والذي يدعى “رشو” من مدينة منبج نحو مناطق سيطرة نظام الأسد وبحوزته مبالغ مالية طائلة تتجاوز عشرات الملايين من الدولارات.

وأشارت المصادر إلى أنّ هناك حالة من عدم الثقة بين قيادات الميليشيات من وحدات حماية الشعب الكردية الانفصالية وبين القيادات من المكوّناتِ الأخرى وخاصةً العربية.

حيث تخشى قيادات وحدات حماية الشعب الكردية الانفصالية من انشقاقات في صفوف ميليشيات “قسد” التي تعتبر نواتها، والانضمام لفصائل الجيش الوطني والقوات التركية في حال بدأت معركة شرقي الفرات، وهذا ما يقلقها ويجعلها في حالة إرتباك دائمة.

وتشير معطيات الأوضاع في شرقي الفرات وفقاً لمحللين إلى أنّ الحكومة التركية باتت جادة أكثر من أي وقت لشنّ عملية عسكرية تستهدف الحزامَ الإرهابي في شمال سوريا، موضّحين ذلك بالتصريحات التركية المتصاعدة والتعزيزات العسكرية التي وصلت مؤخّراً للمنطقة، ومؤكدين أنّ هنالك تفاهماتٍ أمريكية تركية قد تخرج للعلن قريباً بهذا الشأن.

وكانت كشفت مصادرُ دبلوماسية تركية عن تشكيل مجموعة عمل مشتركة بين “أنقرة” و”واشنطن” مؤخّراً لبحث التطورات في سوريا، والتي وصلت أمس الخميس إلى واشنطن لمناقشة التطورات المتعلقة بشأن الانسحاب الأمريكي والمنطقة الآمنة المزمع إقامتُها في شرق الفرات، إلى جانب تفعيل اتفاق خريطة الطريق في منبج بريف حلب الشرقي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى