تراشقٌ كلاميٌّ واستفزازاتُ وفدِ النظام للمعارضة تعلّقُ الجلسةَ الأولى للجنةِ الدستوريةِ السوريةِ في جنيفَ
انسحب وفد المعارضة السورية في اللجنة الدستورية من الاجتماع الذي عقد اليوم الخميس في مدينة جنيف لبحث تفاصيل الدستور السوري، بحضور المبعوث الأممي إلى سوريا “غير بيدرسون”، وذلك بسبب خلافات حادّة مع وفد نظام الأسد والذي تعمد بثها.
حيث قالت مصادر في “اللجنة الدستورية” إنّ جلسة يوم أمس الخميس قد تمّ تعليقها لنحو ساعة، نتيجة قيام وفد لائحة نظام الأسد باستفزازات داخل القاعة، ما دفع المبعوث الأممي “غير بيدرسون” إلى طلب استراحة قصيرة.
وأضافت المصادر أنّ وفد النظام بدأ يرفع أصواته بكلمات تُشيد بدور “جيش الأسد” في “القضاء على الإرهاب والمجموعات المسلّحة”، فيما رفض وفد المعارضة السورية هذا السلوك الاستفزازي، وخاصة أنّ جيش الأسد الذي يتغنّى به وفد النظام هو نفسه الذي دمّر سوريا وقتّل وشرّد أهلها، وبعد تعليق عمل الجلسة لنحو ساعة تقريباً بدأت جلسة جديدة.
ويبدو أنّ نظام الأسد وحلفاءه يسعون إلى إطالة مدّة عمل اللجنة الدستورية لأقصى مدّة ممكنة من أجل استكمال القضم التدريجي لباقي المناطق الواقعة تحت سيطرة المعارضة السورية من أجل فرض وقائع على الأرض، والبدء بتعويم النظام وإعادة تسويقه مرّة أخرى من أجل إعادة الإعمار وعودة اللاجئين حتى ولو كان وفده لصوغ الدستور الذي يعدّ أهم عقد في الدولة يضم تجاراً متهمين بالفساد والتعامل مع داعش وضباطاً ساهموا في قتل وتعذيب السوريين.
وما يثبت ذلك هو أجواء جلسة يوم أمس الخميس التي لم تكن توحي بأيّة إيجابية، ولاسيما في ظلّ الخطابات المختلفة بين الرئيسين المشتركين للجنة، فبينما “هادي البحرة” يخاطب 23 مليون سوري ويتطلّع إلى كتابة دستور جديد يرقى إلى أهداف السوريين وطموحاتهم ويضمن حقوقهم سواء كانوا في الداخل أو الخارج، وجّه “أحمد الكزبري” اهتمامه للتشبيح لجيش الأسد وكرسي الدم وإنجازاتهم على حساب أبناء الشعب.
الجدير ذكره أنّ الجلسة الافتتاحية لاجتماعات اللجنة الدستورية السورية كانت قد بدأت يوم الأربعاء الفائت في مقرّ الأمم المتحدة بجنيف، بهدف التوصّل إلى تسوية سياسية تنهي الصراع في البلاد التي تعاني حرباً دامية يشنّها نظام الأسد على شعبه المطالب بالحرية منذ سنوات.