تسعُ سنواتٍ على “مجزرةِ الحولةِ” والمجرمُ حرّاً طليقاً ويُعيدُ انتخابَ نفسِهِ

يصادف اليوم الخامس والعشرون من شهر أيار لعام 2021، الذكرى السنوية التاسعة لمجزرة الحولة التي وقعت في 25 أيار 2012.

وبعد السنوات التسع التي مرّت على المجزرة، والتي اهتزّت لها ضمائر المجتمع الدولي لأيام معدودة فقط، وأعربوا “كما. هي عادتهم” عن قلقهم الشديد إزاء المجزرة البشعة، لايزال مرتكب هذه الجريمة حرّاً طليقاً يرتكب مجازراً أخرى لا تقلُّ إجراماً ووحشيةً عن مجزرة الحولة، وإنْ اختلفت طرقُ القتل.

المجزرة حصلت في الجمعة الأخيرة من أيار 2012، خرج الأهالي من مساجد المدينة ليتظاهروا في جمعة “دمشق موعدنا القريب” ليتمَّ استهدافُهم من قِبل قوات الأسد وبشكلٍ مفاجئ بقصف مدفعي عنيف، بدأ سقوط الضحايا نتيجة القصف المدفعي.

في هذا الوقت تسلّلت مجموعات من شبيحة نظام الأسد الطائفية إلى حي السد بمدينة “تلدو” جنوبً الحولة بريف حمص الشمالي، بعضهم يرتدون اللباس العسكري، وآخرون يرتدون اللباس المدني الذي يغلب عليهم اللون الأسود.

وقاموا بعمليات قتلٍ مروّعة بالسكاكين وتهشيمٍ لجماجم الأطفال وإطلاقٍ للنار عن قرب على الضحايا لتسفر المجزرة عن 107 شهداء بينهم أكثر من 50 طفلاً.

المجزرة تزامنت مع تواجد مراقبي الأمم المتحدة في سوريا، حيث تمَّ استدعاؤهم لمعاينة الضحايا والمنازل التي حصلت بها المجزرة.

حيث أنّ تواجد المراقبين الأممين كان لمراقبة تنفيذ وقفِ إطلاق النار وسحبِ دبابات قوات الأسد من محيط المدن والقرى الثائرة ضدَّ النظام، وفقاً لمبادرة إحلال السلام التي أطلقها “كوفي عنان” ممثلٌ الأمم المتحدة.

صورُ تلك المجزرة لم تُمحَ من أذهان السوريين ولن ينسوا أبداً أنَّ من قتلوا أبناءهم باعوا سوريا من أجل نظام الأسد الذي فرّط بهم لاحقاً في مواقع وجبهات كثيرة وباتت جثثهم تملأ قراهم.

“الشبكة السورية لحقوق الإنسان” وصفت المجزرة حينها بـ”الأكثر وحشية منذ دخول المراقبين الدوليين إلى سوريا، حدثت في سهول الحولة بريف مدينة حمص في الخامس والعشرين من شهر أيار، حيث بدأت بقصف عشوائي طال قرى وسهول الحولة، تركّز على مدينة تلدو بشكل كبير، التي هي مدخل الحولة من الجهة الجنوبية والمحاطة بقرى موالية للنظام”.

وأكّدت الشبكة في تقرير سابق لها، أنَّ القصفَ الذي استمر 14 ساعةً خلّفَ 11 شهيداً وعشرات الجرحى، تبعه اقتحامُ عناصر قوات الأسد مدعومة بعناصر من الشبيحة من قرى فلّة والقبو لعدد كبير من المنازل الواقعة على أطراف تلدو.

ولفتت إلى أنَّ اقتحامات وإعدامات ميدانية قامت بها الشبيحة وعناصر الأمن بحقِّ كلِّ من وجدوه ساكناً على أطراف المدينة، حيث تمَّ تكبيل أيدي الأطفال وتجميع النساء والرجال ومن ثم الذبح بحراب البنادق والسكاكين ورميهم بالرصاص بعدً ذبحهم في أفعال تعود في وحشيتها إلى عصور الظلام وشريعة الغاب، وأسفرت تلك العمليات عن سقوط 107 من القتلى، من بين الضحايا 49 طفلاً دون العاشرة من العمر، و32 امرأة، وما تزال هناك جثثٌ لم نتمكّن من الوصول إليها وتوثيقها.

كما أكّدت “هيئة القانونيين السوريين” في بيانٍ سابق، أنَّ مجزرة الحولة، جريمة إبادة جماعية وجريمة ضدَّ الإنسانية وجريمة حرب مكتملة الأركان وفقَ نظام روما للمحكمة الجنائية الدولية المواد 6 و7 و8 .

وقالت الهيئة، إنَّ ذكرى مجزرة الحولة، تمرُّ على المجرمين بالنشوة والفخر بالانتصار و الاطمئنان بحسبانهم الإفلات من العقاب، في وقت هي من أقسى الذكريات على ذوي الشهداء والضحايا ففيها لوعة الحسرة وفقدان فلذات الأكباد و الأمهات والأخوات والآباء وفيها مرارة الخذلان وفقدان الثقة بالعدالة, وفيها الألم لرؤية المجرمين القتلة وهم ينعمون بحياتهم لا يُعكّر صفوهم لا قاضٍ يحاسب ولا عدالة تلاحق.

ولفتت إلى مرور السنوات ولم يُحرّك العالمُ ساكناً بحقِّ القتلة والمجرمين رغمَ توثيق أسمائهم و إثبات الجريمة و قيام لجان التحقيق الدولية بذلك وإصدار التقارير الحقوقية التي تثبت مسؤولية نظام الأسد المجرم والعصابات الطائفية من مرتزقة الغور الغربية وفلّه وناحية القبو.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى