تشكيلُ “رابطةِ عائلاتِ قيصرَ” لمساعدةِ الأهالي على التعرّفِ على جثامينَ أولادِهم

شُكّلت “رابطة عائلات قيصر” عن طريق عائلات وجدوا صورَ أبنائهم ضمن صور الضابط السوري المنشقّ، المعروف بـ”قيصر”، لتجتمعَ هذه العائلات وتؤسس الرابطة في برلين عام 2018.

ووضع أعضاء الرابطة أهدافًا لمحاسبة القائمين على قتلِ المعتقلين السوريين في السجون، ومساعدة أهالي الضحايا على التعرّف إلى أفراد عائلتهم، وتقديم الدعم النفسي والمعنوي لهم.

ويمكن للأشخاص تقديمُ طلب للبحث عن مفقود بين الصور عن طريق الموقع الإلكتروني للرابطة، إذ يرفع المتقدّم بالطلب أحدث صورة للمفقود مع معلوماته الشخصية، وذِكر إذا كان يعاني من أيِّ أمراضٍ مزمنة قبل اعتقاله، ويبحث أفراد الرابطة عن صورة المفقود، ويرسلونها إلى أهله بدلًا من بحثِهم بين آلاف الصور.

يمكن الانضمام للرابطة عن طريق تقديم طلب عبْرَ موقعها الإلكتروني، بشرط أنْ يكون المنضمّ له قريب من الدرجة الأولى أو الثانية ضمن صور “قيصر”، ويقبل طلب الانضمام بعد البحث والتأكد من وجود أحد أفراد الشخص ضمن الصور.

وقالت ياسمين مشعان، مسؤولة التواصل والتنسيق الداخلي في الرابطة، إنّ الرابطة تنصح ألا يبحث أهل المفقود عنه بين الصور، كي لا تتسبّب لهم الصور بأزمات نفسية طويلة الأمد.

وأسفت مسؤولة التواصل على طريقة عرض الصور بشكلٍ غيرِ منظمِ، واعتبرت أنّها لو كانت منظمة لساعدت في إيجاد الضحايا.

وطلبت من منظمات المجتمع المدني مساعدة الأهالي والوقوف معهم في ظلِّ ظروفهم النفسية الصعبة.

وتعقيبًا على تداول مستخدمين وناشطين ووسائل إعلام صور ضحايا “قيصر”، وصعوبة عملية التحقق من هوية الأشخاص الظاهرين في الصور، تحدّث مدير “الشبكة السورية لحقوق الإنسان”، فضل عبد الغني، عن آلية التحقّق من هوية الضحايا.

وكتب عبد الغني، عبْرَ حسابه في موقع “فيس بوك”، أنّ عملية التحقّق من هويّة الأشخاص “معقّدة”، وقد لا تكفي فيها شهادة الأهالي وحدهم.

وعن خطوات التحقّق، قال عبد الغني، إنّ التحقق يحتاج إلى تأكيد من الأهالي، وتزويدهم بصور أخرى للضحية من زوايا مختلفة.

بالإضافة إلى خبير في الطب الشرعي وتحليل الجثث، ومعلومات عن مكان الاعتقال وزمنه وتفاصيله.

كما تستخدم “الشبكة”، بحسب عبد الغني، برنامجًا أوليًا يقوم بعملية مطابقة بين صورة الضحية قبل وفاته وصورته لاحقًا، مشيرًا إلى أنّ البرنامج بحاجة إلى تطوير بشكلٍ أكبرَ، كي يتمكّن من التعامل مع صور “قيصر” المشوّهة، ويجري العمل على ذلك. 

وأضاف أنّ مقاطعة هذه العوامل الأربعة قد تؤدّي إلى معرفة هوية الضحية، مشيرًا إلى أنّ “بعض الجثث من شبه المستحيل معرفةُ صاحبها بسبب التشوّه الرهيب”. 

وفي أحدث نشاطاتها، نظّمت “رابطة عائلات قيصر” ندوة افتراضية في اليوم الدولي لمساندة ضحايا التعذيب، الذي يصادف في 26 من حزيران.

وشاركت الرابطة بيانًا على “فيس بوك”، بمناسبة هذا اليوم، أكّدت فيه على وجوب التضامن مع المعتقلين السوريين، وعدم التوقّف عن المطالبة بحريتهم، وأنّ ممارسات نظام الأسد ضدّ المعتقلين ينافي المعايير الأخلاقية والإنسانية، وعلى ضرورة حفظ حقوق الضحايا وعائلاتهم، وضرورة الكشف عن أماكن احتجاز المعتقلين السوريين، لتسهيل وصول الجهات الإنسانية إليهم.

وتتضمن صور “قيصر” صورًا لـ11 ألف معتقل قُتلوا تحت التعذيب في الفروع الأمنية لدى نظام الأسد بين أيار 2011 وآب 2013.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى