تصريحاتٌ مفاجئةٌ لمعارضٍ تركيٍّ: وعودُ المعارضةِ بإعادةِ السوريينَ مجردُ أمنياتٍ

أدلى مسؤول تركي معارضٌ بتصريحات مفاجئة حول وعودِ المعارضة بإعادة اللاجئين السوريين إلى بلادهم، معتبراً أنَّها لا تتعدى عن كونها مجردَ أمنيات، وأشار إلى أنَّ الغالبية العظمى من اللاجئين ستبقى في تركيا.

جاء ذلك في مقال لمدير حملةِ إمام أوغلو الانتخابية، نجاتي أوزكان، حول اللاجئين السوريين بعنوان “5.5 ملايين أجنبي” ونشرَها في صحيفة “جمهوريت” التركية.

وأشار “أوزكان” إلى أنَّ السوريين في تركيا لن يعودوا إلى سوريا، وبأنَّ الوعود التي أطلقتها المعارضةُ التركية، والحكومة على حدٍّ سواء، ما هي إلا مجردُ أمنيات.

وبحسب “أوزكان” فإنّ العديد من الدراسات “الموثوقة” تشير إلى أنَّ 65 في المئة من السوريين لا يفكّرون بالعودة أبداً إلى سوريا، بينما يقول واحدٌ من كلّ أربعة سوريين بأنَّهم سيعودون إلى بلادهم في حالِ مغادرة بشار الأسد السلطةَ.

وأوضح في مقاله بأنَّ 5.9 في المئة من السوريين يبدون رغبتهم بالعودة إلى المناطق الآمنة في سوريا، مستشهداً بعددِ العائدين البالغ 46 ألفاً و822 سورياً إلى تلك المناطق منذ عام 2018 وإلى اليوم.

وأكّد على أنَّ عددَ السوريين في تركيا يتزايد بسرعة مع ارتفاعِ معدلات المواليد، حيث عاش معظمُهم في البلاد لمدّة 8 – 10 سنوات وبدؤوا حياةً جديدة، وتمكن بعضُهم من الاندماج في الاقتصاد، بينما بدأ الآخرون في رؤية تركيا كوطنٍ لهم.

وشدّد “أوزكان” على ضرورة مكافحةِ خطاب الكراهية على المدى المتوسط والطويل بدعمٍ من المجتمع المدني، واقترح إنشاءَ “وزارة الهجرة” لإدارة هذه المشكلةِ المستمرّة والمتعدّدة الأبعاد وتقليلِ مخاطر الصراع.

كما شدّد على أنَّه يجب أنْ تتعاونَ الحكومةُ مع الإدارات المحلية، التي تتحمّل العبءَ الحقيقي للمشكلة، دون إخفاءِ البيانات، وأنْ تهدفَ إلى التماسك الاجتماعي من خلال تقديمِ الدعمِ المالي للبلديات.

وقال أوزكان إنَّ العامل الأكثر أهميةً الذي يسهّل على طالبي اللجوءِ البقاءَ في تركيا هو الاقتصاد غيرُ الرسمي، حيث يسمح الاقتصاد غير الرسمي للسوريين بالعثور على وظائفَ وبدءِ أعمال تجارية وكسبِ عيشهم دون الحصول على تصريح عملٍ وهذا يعني زيادةَ المنافسة ومشاعر الكراهية للمواطنين ذوي الدخل المنخفضِ.

وأوضح أنَّ كثيراً من المواطنين غيرُ مرتاحين لحقيقة أنَّ السوريين يستفيدون من الخدمات العامة مثل التعليم والصحة والخدمات البلدية مجانًا، فضلاً عن أنَّهم يتلقون دعماً عينيّاً أو نقدياً بشكلٍ منتظم أو غير منتظم، بالإضافة إلى أنَّ الإعفاءات الممنوحة للشركات التي أنشؤوها تخلق توتّراً.

وتابع: “يُنظر إلى السوريين على أنَهم سببُ ارتفاع الإيجارات وأسعارِ المنازل وتدني الأجور والبطالة كما يُنظر إلى معدّلات المواليد المرتفعة على أنَّها تهديد للهوية الوطنية، ولهذا تصاعدت التوتراتُ في بعض المدن والأحياء”.

وتصاعدت نبرةٌ الأصوات المناهضة لوجود اللاجئين السوريين في تركيا مع اقتراب الانتخابات، وباتت المعارضةُ تتّخذ منهم ورقةً للضغط على الحكومة، ووسيلةً للتأثير على الرأي العام في البلاد.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى