تعذيبٌ واتهاماتٌ بالعمالةِ الخارجيةِ وتحقيرِ رئيسِ الجمهوريةِ… كانت تُهمَ المُفرَجِ عنهم في السويداءِ..

وثّقت صفحة “السويداء 24” شهادة أحد المعتقلين المُفرَج عنهم على خلفية المظاهرات السلمية التي شهدتها السويداء في شهر حزيران الفائت، واطلعت من خلاله على مجريات التحقيق معه من قِبل نظام الأسد.

وقال المعتقل السابق الذي فضّل عدم ذكر اسمه حفاظاً على سلامته ، بأنه تعرّض لتعذيب ممنهج على يد عناصر قوات الأسد خلال اعتقاله، حيث تمّ جلده على رجليه وضربه على رأسه باليدين عدّة مرات خلال فترة الاعتقال داخل السويداء.

وأضاف المعتقل، بأنّ عناصر الأسد قاموا بركله بأقدامهم على صدره، ما تسبّب له بكسر بأضلاع القفص الصدري، مشيراً إلى أنّ هذا الأسلوب امتد طوال فترة وجوده في أقبية قوات الأسد داخل السويداء، كما قال إنّ عناصر الأسد قاموا بسكب كميات كبيرة من المياه عليه، بقصد إيقاظه بعد فقدانه الوعي، وربط يديه خلف ظهره مدة 5 أيام بعد وضع المياه بأرض المنفردة، مشيراً إلى أنّه كان عاريا خلال عملية التعذيب وفترة التحقيق.
كما ذكر بأنّه تعرّض للضرب على مناطق حساسة ليفقد الوعي لمدّة طويلة، لافتاً إلى أنّ الضرب تسبب له بنزف في الخصية ما اضطرهم لتقديم العلاج له.

ومن ثم نُقل إلى مقرّات الأمن التابعة للأسد في العاصمة دمشق: ونوه أنّ التعذيب اختصر بالجلد على القدمين، الذي يعرف بين السوريين “بساط الريح، بالإضافة لقيام العناصر بتوجيه شتائم عنصرية وطائفية، بحسب وصفه.

وأضاف المعتقل انّ التهم التي وجّهت له داخل أقبية الأسد في السويداء، كانت بالتعامل مع جهات خارجية مثل إسرائيل وأمريكا وتحقير رئيس الجمهورية والإساءة للسيدة “أسماء الأسد”، بالإضافة لتهمٍ أخرى منها الانتماء لمجموعات تابعة للملازم خلدون زين الدين وتمويل الجيش الحرّ أثناء فترة وجوده خارج البلاد

ونوّه المعتقل انّ ولكثرة التهم الموجّهة إليه أُجبر على البصم على ضبط السويداء، وتمّ تحويله إلى شعبة المخابرات العسكرية، لتتمحور التهم في دمشق حول جهات ممولة للحراك واتصالات مع إسرائيل..

من جانبه مصدر مشارك في الحراك نفى في حديث لـ”السويداء 24″ جميع التّهمَ الموجّهة للمشاركين في الحراك، معتبراً أنّ أجهزة قوات الأسد الأمنية لم تغيّر أسلوبها منذ أربعين عاماً بالتعامل مع أيِّ محاولة للتعبير عن الرأي والمطالبة بالحرية.
وأكّد أنّ الحراك في السويداء كان سلمياً وشعبياً، لافتاً إلى أنّ جميع السوريين يعرفون كيف يتمّ التحقيق داخل الأفرع الأمنية منذ عقود، وقد طالبت منظمات دولية وإنسانية على رأسها “هيومن رايتس ووتش” و”منظمة العفو الدولية”، بالإفراج الفوري عن معتقلي مظاهرات السويداء أثناء اعتقالهم.

كما أشار إلى أنّ الشباب في السويداء خرجوا على الظلم والضيق الذي لحق بهم وبجيل بأكمله، لما قال إنّها “حرب التهمت زهرة شبابهم”، نافياً أنّ يكون لجميع المشاركين أيُّ علاقات أو ارتباطات، واصفاً التهم بـ”الملفقّة”.
.
وذكرت صفحة السويداء 24 أنّها حصلت على شهادات عدّة مواطنين من معتقلي المظاهرات ذاتها، أكّدوا فيها تعرضهم لعمليات تعذيب قاسية وممنهجة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى