تفسيراتُ قرارِ الكويتِ بوقفِ تنفيذِ المشاريعِ الإنشائيةِ في سوريا

تحدّث محلّلونَ عن الأسباب التي دفعت دولةَ الكويت لاتخاذ قرارِها الأخير المفاجئ بإيقافِ الموافقات لتنفيذ المشاريع الخيرية الإنشائية في سوريا.

ويرى الكاتبُ والمحلّل السياسي الدكتور باسلُ المعراوي، أنَّ الإجراءَ الكويتي يأتي متناغماً مع تزايدِ الضغوط الأمريكية على تركيا في الشمال السوري، وتحديداً بعد تهديدِ أنقرة بشنِّ عملية عسكرية بريّةٍ في الشمال السوري، ضدَّ ميليشيا “قسد” وتنظيماتٍ مرتبطة بها تصنّفها أنقرة ضمنَ لوائح “الإرهاب”.

ولفت المعراوي لموقع “عربي 21” إلى العلاقة التحالفيةِ “الوثيقة” بين الكويت والولايات المتحدة، وقال إنَّ “التعميمَ الكويتي يأتي لعرقلة المخطّطات التركية- الروسية في الشمال السوري، التي تجري ضمنَ مسار أستانا، حيث تريد الولاياتُ المتحدة عرقلةَ التفاهمات بين أنقرة وموسكو بخصوص إعادةِ اللاجئين إلى الشمال السوري”.

وتؤمّنُ الجمعيات الخيرية الكويتية الدعمَ لمشاريع بناءِ الوحدات السكنية في الشمال السوري، وهي المشاريع التي يتمُّ تنفيذُها تحت إشراف تركي.

لكنَّ المعراوي لم يرجّح أنْ توقفَ الجمعيات الخيرية الكويتية نشاطَها الإغاثي والطبي في منطقة العمليات العسكرية التركية “درع الفرات”، لأنَّ المنطقةَ استثنيت من عقوبات قانون “قيصر” من جانب واشنطن”.

من جانبه، أشار الكاتبُ والمحلّلُ السياسي درويش خليفة إلى أنَّ الإجراءَ الكويتي الأخير يأتي بعدَ تزايدِ الحديث عن مساهمة الوحدات السكنية التي تُنفّذ في الشمال السوري في “التغيير الديموغرافي”، من وجهة نظرِ بعضِ الأطراف الخليجية.

وعمّمتْ وزارة الشؤون الاجتماعية قراراً قبلَ يومين، يقضي بوقفِ المشاريع الخيرية الإنشائية في سوريا، وقالت إنَّ القرارَ جاء بناءً على توجيهات من وزارة الخارجية، وفقاً لما نقلته صحيفة “الجريدة” عن مصادر.

وأشارت “الجريدة” إلى أنَّ وقفَ المشاريع الخيرية الإنشائية يأتي انطلاقاً من المساعي المشتركة بين الجهاتِ الحكومية، لا سيما ذاتِ العلاقة، في تحقيق الأهداف المرجوة من العمل الخيري وإبرازِ الوجه الإنساني للكويت.

وأرسلت الوزارةُ التعميمَ إلى نحو 64 جمعيةً معنيّةً، للعمل به والالتزام بما تضمنه، على حدِ تأكيد مصادر “الجريدة”.

ومنذ إعلانِ الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في أيار الماضي عن مشروع إعادةِ اللاجئين السوريين طوعاً إلى الشمال السوري، بدأت مشاريعُ بناء الوحدات السكنية في أكثرَ من منطقة منها إدلب وعفرين وجرابلس وغيرها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى