تقريرٌ: الواقعُ السوريُّ يدفعُ مزيداً من دروزِ الجولانِ نحوَ الجنسيةِ الإسرائيليةِ

كشفت صحيفةٌ “تايمز أوف إسرائيل” العبرية في تقريرٍ لها عما وصفته بـ”التحوّلِ الهادئ” لأهالي الجولان السوري المحتل، تجاه “عرض الحصول على الجنسية الإسرائيلية”.

وأوضحت الصحيفةُ أنَّه و”بعد سنواتٍ من تجنّب العروض فإنَّ عدداً قياسيّاً من الدروز في الجولان يتقدّمون بهدوء ليصبحوا إسرائيليين، مبيّنةً أنَّهم لا يتقدّمون “بدافع من الصهيونية الجديدة، ولكن بدافع الراحة والابتعاد عن دمشق”

وأضافت، “حدثَ تحوّلٌ هادئ في السنوات الأخيرة. بعد سنواتٍ من الرفض شبهِ الشامل لعروض المواطنة الإسرائيلية، بدأ عددُ دروز الجولان المتقدّمين ليصبحوا مواطنين إسرائيليين في الارتفاع”.

وتظهر أرقامٌ رسمية نشرتها الصحيفة أنَّه على مدى السنواتِ الخمس الماضية، قفز عددُ طلبات الجنسية التي قدّمها سكانُ مرتفعات الجولان الدروز تدريجياً من 75 طلباً في 2017 إلى 239 في 2021، ورجّحت أنْ يكونَ رقم 2022 أعلى من ذلك، حيث شهدَ النصفُ الأول من العام وحدَه تقديم 206 طلبات.

وحول أسبابِ “التحوّل الهادئ” تجاه “الجنسية الإسرائيلية” اعتبرت “تايمز أوف إسرائيل” أنَّها وعلى ما يبدو “مرتبطة بالحرب الأهلية السورية، مما جعلَ الروابطً مع دمشق أكثرً صعوبة في الحفاظ على المواقف وتغييرِ المواقف تجاه النظام في دمشق”.

ولفتت إلى أنَّه قد “تلعب التحولات الجيلية دوراً أيضاً”، حيث إنَّ العديدَ من دروز الجولان قد بلغوا سنَّ الرشد اليوم، وهؤلاء “مرتبطون بسوريا فقط من خلال القصص”، وفقَ الصحيفة الإسرائيلية.

وسمح الاحتلالُ الإسرائيلي للدروز بالتقدّمِ بطلبٍ للحصول على الجنسية منذ أوائل الثمانينيات، بعد وقتٍ قصير من احتلال المرتفعات، لكن حتى وقتٍ قريب، لم يقبل العرضَ سوى عددٍ قليلٍ من الناس.

وبحسب معطيات من “سلطةِ السكان والهجرة”، حصل أربعةُ دروز فقط على الجنسية الإسرائيلية في عام 2010، وعلى مدى السنواتِ الثلاث اللاحقة، تراوح عددُ حالات التجنيس من 14 إلى 18 في السنة.

لكنْ مع استمرار الأحداثِ التي تبعت الثورة السورية، في 2011، بينما بدأ نظامُ الأسد يفقد سيطرتَه على مساحاتٍ شاسعة من سوريا، بدأت الأعدادُ في الارتفاع ببطء، لتصلَ إلى رقم قياسي بلغ 139 طلباً في عام 2019.

ونقلت الصحيفةُ عن يسري حزران،” مؤرخ ومحاضر في كلية شاليم في القدس” قوله إنَّه “وفي غضون 20 عاماً، سيحصل نصفُ السكان الدروز في مرتفعات الجولان على الجنسية الإسرائيلية”.

وأضاف أنَّ “الحرب الأهلية السورية حطّمت فكرةَ الأمة السورية، وقطعت العديدَ من الروابط بين الجولان الدروز ودمشق، بما في ذلك المبيعاتُ عبرَ الحدود للمنتجات والحضور الجامعي”.

وأشار حرزان، “لا يوجد طلابٌ دروز تقريباً يسافرون إلى سوريا للدراسة، على الرغم من فوائدِهم البعيدة المدى، مثل القبولِ التلقائي لبعض التخصّصات دون إجراء امتحانِ القبول والإعفاء من الرسوم الدراسية”.

وتابع، “انهيارُ الدولة السورية والدمار هناك أجبر دروزَ الجولان على اختيار الخيار العقلاني: الاندماجِ في المجال الإسرائيلي. إنَّه تكامل عملي. يمكنني تلخيصُ ذلك في أربع كلمات: الاعتراف بالواقع وليس الصهيونية”.

واستولى الاحتلالُ الإسرائيلي على مرتفعات الجولان السورية في حرب 1967، ونقل بعدَها مستوطنين إلى المنطقة، ثم أعلن ضمَّها إليه في 1981، في إجراءٍ لم يلقَ اعترافاً دولياً.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى