تقريرٌ حقوقيٌ .. سياسةُ الضربةِ الجويّةِ المزدوجةِ لقتلِ المسعفينَ والمدنيينَ تشيرُ إلى التوحّشِ والبربريةِ
قالت “الشبكة السورية لحقوق الإنسان” في تقريرها الصادر أمس الجمعة، إنّ قوات الاحتلال الروسي ارتكبت مجزرةً بحقِّ نازحين في بلدة معرّة مصرين بمنطقة إدلبَ قُبيل الإعلانِ عن اتفاق وقفِ إطلاق النار، وأشارت إلى أنّ سياسة الضربة المزدوجة بهدف قتْلِ المسعفين والمدنيين تشيرُ إلى التوحّش والبربرية.
وتضمّن التقريرُ توثيقاً للهجوم الجويّ المزدوج الذي شنَّه طيران ثابت الجناح يُعتقد أنّه روسي على مدجنة تؤوي نازحين في بلدة معرة مصرين في ريف إدلب الشمالي، كما استعرض حصيلةَ المجازر على يد قوات الأسد والاحتلال الروسي منذ 26 نيسان 2019 حتى 27 آذار 2020.
بحسب التقرير فقد استشهد 387 مدنياً، بينهم 104 أطفالٍ و62 سيدة، وتمّ ارتكابُ 15 مجزرة، على يد قوات الأسد والاحتلال الروسي في منطقة إدلب في شمال غرب سوريا، منذ 12 كانون الثاني حتى 27 آذار 2020، قوات الأسد قتلت 174 مدنياً، بينهم 40 طفلاً، و18 سيدة، وارتكبت 4 مجازر، أما قوات الاحتلال الروسي فقد قتلت 213 مدنياً، بينهم 64 طفلاً، و44 سيدة، وارتكبت 11 مجزرة.
وسجل التقرير هجوماً جويّاً مزدوجاً من قِبل طيران ثابت الجناح تابع لقوات الاحتلال الروسي يوم الخميس 5 آذار 2020 على مدجنة، يقيم فيها نازحون من ريفي إدلب وحلب، تقع في الأطراف الغربية لبلدة معرّة مصرين بريف إدلب, تسبَّب الهجوم بحسب التقرير في استشهاد 15 مدنياً، بينهم طفلان اثنان وسبع سيدات، وجُرِح ما لا يقلُّ عن 19 آخرين.
ووفقاً للتقرير فإنّ هذه المجزرة قد ارتُكبت بالتزامن مع مشاورات بين الرئيسين التركي والاحتلال الروسي، أفضتْ إلى اتفاق وقفِ إطلاق النار، في إشارة إلى الرغبة في قتلِ أكبرَ عددٍ ممكنٍ من الأهالي قبلَ بدءِ وقفِ إطلاق النار.
وذكر التقرير أنّ مجزرة معرة مصرين جاءت ضمن سلسلة طويلة وعنيفة من المجازر التي ارتكبتها قواتُ الحلف السوري الروسي، وتضاف إلى أرشيف واسع من المجازر التي مارست فيها قواتُ الأسد والاحتلال الروسي سياسية الضربة المزدوجة بهدف قتلِ المسعفين وعناصر الدفاع المدني وإيقاع أكبرَ قدرٍ ممكن من الضحايا المدنيين وهو تكتيك يُشير إلى تفكير متوحّش وغاية في الإجرام والمافيوية.
وسجّل التقرير ارتكاب قوات الأسد والاحتلال الروسي 77 مجزرة في منطقة إدلب في شمال غرب سوريا منذ 26 نيسان 2019 حتى 27 آذار 2020، ارتكبت قوات الأسد 48 منها، في حين ارتكبت قوات الاحتلال الروسي 29، مُشيراً إلى أنّ 15 مجزرة وقعت منذ دخول اتفاق وقفِ إطلاق نار حيِّز التنفيذ عند الساعة 00:00 من يوم 12 كانون الثاني 2020 حتى 27 آذار 2020.
وبحسب التقرير تسبَّبت المجازر الـ 77 باستشهاد 647 مدنياً، بينهم 224 طفلاً، و134 سيدة، أي أنَّ 56 % من الشهداء هم نساء وأطفال، وهي نسبة مرتفعة جداً، وهذا مؤشر على أنّ الاستهداف في معظم تلك المجازر كان بحقّ السكان المدنيين.
ووفقاً للتقرير فقد ارتكب نظام الأسد على مدى تسع سنوات جرائم وانتهاكات فظيعة بحقّ المدنيين السوريين، ولم يستجبْ لأيٍّ من مطالب لجنة التحقيق الدولية بشأن الجمهورية العربية السورية، ولا مطالب المفوضية السامية لحقوق الإنسان، ولا حتى قرارات مجلس الأمن.
ولفت التقرير إلى أنّ ما يحصل في سوريا ليس مجزرة واحدة أو انتهاكاً واحداً بل هو استمرار في عمليات القتل والتعذيب، والعنف الجنسي، والإخفاء القسري، واستخدام الأسلحة الكيميائية، والبراميل المتفجّرة، وحصار المدنيين.
أوصى التقرير مجلس الأمن الدولي بضرورة إصدار قرار من أجلِ تثبيت وقفِ إطلاق النار في إدلب، وأنْ يتضمَّن إجراءات عقابية لجميع منتهكي وقفِ إطلاق النار وطالبَ بضرورة إحالة الملف السوري إلى المحكمة الجنائية الدولية ومحاسبة جميع المتورطين، بمن فيهم نظام الاحتلال الروسي بعد أنْ ثبت تورطُه في ارتكاب جرائم حرب.
وقدّم التقرير مجموعة من التوصيات إلى المجتمع الدولي والجمعية العامة للأمم المتحدة والمفوضية السامية لحقوق الإنسان ولجنة التحقيق الدولية المستقلة كما طالب الدول المانحة ومكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية بتأمين مستلزمات الحياة الأساسية والاهتمام والرعاية لآلاف النازحين السوريين المشردين في مناطق ريف إدلب الشمالي الغربي، وفي مقدِّمتها الماء والغذاء والمسكن والملبس وخدمات الرعاية الطبيَّة.