تقريرٌ سرّيٌ للخارجيةِ الألمانيّةِ حولَ الأوضاعِ في سوريا

كشفت وسائلُ إعلام ألمانيةٍ عن تقرير سرّي أعدّته وزارةُ الخارجية في ألمانيا بخصوص الأوضاع في سوريا، يتضمّن توصياتٍ بخصوص إعادة اللاجئين السوريين إلى بلادهم.

ولفتت وسائلُ الإعلام إلى أنَّ هذا التقرير هو الأول من نوعِه منذ 13 عاماً، وتمَّ خلاله رصدُ أوضاعِ حقوق الإنسان في سوريا، مشيرةً إلى أنَّ الهدف من نشرِ التقرير هو مساعدة المحاكم الإدارية والمكتب الاتحادي للهجرة واللاجئين (BAMF) في اتّخاذ القراراتِ الخاصة بإجراءات اللجوء.

وخلص التقريرُ إلى أنَّه لا يمكن ضمانُ أو توقّع أو حتى التحقق من العودة الآمنة للاجئين السوريين إلى أيِّ منطقة في سوريا، ورغم هذا التأكيد، فإنَّ التصريحات التي تلت هذا التقريرَ، في مؤتمر رؤساء حكومات الولايات، جاء فيها أنَّه لا ينبغي استبعادُ إمكانية ترحيلِ مرتكبي الجرائم الخطرين إلى سوريا، رغمَ وجودِ حظرِ ترحيل من حيث المبدأ.

ويؤكّد التقرير على أنَّ الوضعَ في سوريا كارثي، ويشير إلى استمرار القصفِ المدفعي من قِبل نظام الأسد والغاراتِ الجويّة الروسية، التي تقتل المدنيين بشكلٍ متكرّر، لافتاً إلى أنَّ الشبكةَ السورية لحقوق الإنسان، وثقت مقتلَ أكثرَ من 1000 مدني العام الماضي، بينهم نحو 250 طفلاً، كما أشار إلى مقتل ما لا يقلُّ عن تسعة مدنيين وإصابةِ نحو 30 في الضربات الجوية الروسية الأخيرة غربَ إدلب، مؤكّداً أنَّ نظامَ الأسد وحلفاءه يستهدفون البنيةَ التحتية الحيوية.

كما تحدّث التقرير عن خطر مخلّفاتِ الحرب والذخائر غيرِ المنفجرة، مؤكّداً أنَّه بين عامي 2019 و2022 فقط كان هناك 12 ألفاً و350 حادثةَ ألغامٍ وعبواتٍ ناسفة.

ويشير أيضاً إلى استمرار الاعتقالات التعسفيّةِ والإخفاء القسري وعمليات القتل المنظّمة والتعذيبِ الممنهج في السجون على يد الشرطة والأمن والمخابرات، وإلى اغتصابِ وتعنيف النساء على المعابر ونقاطِ التفتيش والسجون.

ونوّه إلى استمرار النظام في قمعِ معارضيه ومنتقديه وإلى تقييد حريةِ التعبير والصحافة، وإلى استمرار التجنيدِ الإجباري بعد القبضِ على الشبّان من قِبل المخابرات، مع الإشارة إلى أنَّه لا توجد طريقةٌ آمنة للهروب من الخدمة العسكرية.

كذلك تحدّث التقريرُ عن ارتفاع تكلفة الغذاء في سوريا، والتي باتت أعلى بثماني مرّاتٍ مما كانت عليه في عام 2020، مشيراً إلى أنَّ أكثرَ من 90% من السكان في سوريا يعيشون تحتَ خط الفقر، و68% من السوريين معرّضون لخطر المجاعة، كما زاد عددُ الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية المزمنِ بشكلٍ كبيرٍ في الآونة الأخيرة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى