تقريرٌ يوثّقُ تعمّدَ نظامِ الأسدِ وروسيا شنَّ “ضرباتٍ مزدوجةٍ” على المستشفياتِ

كشف تقريرٌ استقصائي أصدرَه “المركزُ السوري للعدالة والمساءلة” تعمّدَ نظام الأسد والاحتلال الروسي انتهاجَ تكتيك الضربات المترادفة، أو ما يعرفُ بـ”المزدوجة” للإيقاع بأكبرِ عددٍ من المدنيين والكوادر الطبية في المناطق الثائرة، و”متعمدينَ إيذاءَ أناس وأشياءً ماديةً يُفترض وقوعُها تحت حماية القانون الدولي الإنساني”.

ويسلط التقريرُ الضوءَ على كثرةِ استعمال نظام الأسد لهذه الهجمات وتنوّعها، وأوضح أنَّ “النظام والقواتِ المتحالفة معه كانوا يقصفون أحدَ المواقع، ثم يقصفون المستشفى الذي يُنقل المصابون إليه، للإمعان في الضرر وزيادةِ الضحايا بين الجرحى والفُرقِ الطبية ومرافقِ الخدمة”.

وذكر التقريرُ أنَّ “الحالات التي فحصت في هذا التقرير تدلُّ على تعمّدٍ منهجي في تنويع هذه التكتيكات المهلكة، فقد تعمّدَ نظامُ الأسد والقواتُ المتحالفة معه قصفَ الأهداف المدنية أولاً ثم مهاجمةَ المنشآت الطبية القريبة. وقد أدى تدميرُ النظامِ للبنية التحتية الصحية في هذه المناطق إلى إبطال قدرتِها على توفير الرعاية للجرحى والمصابين بالأمراض المزمنة (مثلِ السرطان) والأمراض المعدية”.

فيما اعتمد التقريرُ على وثائقَ حكومية لنظام الأسد حصل عليها فريقُ البحث، وصورٍ ملتقطةٍ بالأقمار الصناعية، ومنشورات على وسائلِ التواصل الاجتماعي، ولقاءات مباشرةٍ مع شهود، وتمكّن من رصدِ 11 حالةً يتطابق فيها هذا النمط من الضربات الجوية المزدوجة، تمكّن من تحرّي خمس منها، وقعت في قرية سيجر، وغابة الباسل في إدلب، ومشفى الإحسان (مشفى عدي الحسين في سراقب)، ومشفى الشفاء في عفرين، ومشفى وسيم حسينو في كفر تخاريم.

وأكّد التقريرُ أنَّ نمطَ الهجمات المترادفة يمثّل أحدَ محاور مجموعة واسعة من الممارسات تنطوي على استهداف المدنيين والأعيانِ المدنيّة من أجل إخضاع المناطق الواقعة خارجَ سيطرة نظام الأسد، مشدّداً على أنّه سواءً أكانت هذه الهجماتُ المترادفة أو المتتالية، أو الهجمات التي تستهدف الطواقمَ والمنشآتِ الطبية بأي شكلٍ من الأشكال، متعمدةً أم عشوائيةً، فهي ترقى جميعاً إلى مستوى انتهاك القانون الدولي الإنساني وقانون الحرب.

وقال زاكاري كويلر، كبيرُ الباحثين بالتقرير، في بيانٍ صحفي، “هذا التحقيق إنَّما هو دليلٌ آخر على اتباع نظامِ الأسد وحلفائه استراتيجياتٍ عسكرية مصمَمةٍ لتعظيم الضرّرِ الواقع بالمدنيين. وقد تناول تقريرُنا بالتفصيل نمطاً من الهجمات التي تعمّدت فيها قواتُ الأسد شنَّ غاراتٍ على هدفٍ معيّن، ثم مهاجمة المستشفى الذي يُنقل إليه ضحايا الغارة الأولى”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى