تقريرٌ: 20 مليونَ شخصٍ واجهوا أزماتِ غذاءٍ عام 2020 وسوريا في الصدارةِ
أصدرت الشبكة العالميّة لمكافحة الأزمات الغذائية تقريراً قالت فيه إنَّ نحو 20 مليون شخصٍ واجهوا أزمات غذائية العام الفائت، وذلك بسبب الصراعات المسلّحة وجائحة فيروس كورونا، بالإضافة إلى تقلبات الطقس، حيث جاءت سوريا ضمن الدول الـ 10 الأكثرِ تضرّراً بالأزمة.
وأضافت الشبكة في تقريرها، أمس الأربعاء، أنَّ هذا المستوى هو الأعلى في خمس سنوات، إذ حذّرت المنظمة من أنَّ انعدام الأمن الغذائي الحادِّ تفاقم منذ 2017، وهو أول عام منذ ذلك الحين تصدّر فيه تقريرها بشأن أزمات الغذاء.
وقالت الشبكة إنَّ ما لا يقلُّ عن 155 مليونَ شخصٍ عانوا عام 2020 من انعدام الأمن الغذائي “بشكل حادٍ”، ويحتاجون إلى مساعدة عاجلة وسطَ النزاعات المسلّحة، وجائحة فيروس “كورونا” وآثار تقلّبات الطقس, مشيرةً إلى أنَّ انعدام مستويات الأمن الغذائي شكَّل زيادة بنحو 20 مليون شخصًا منذ عام 2019، عندما كان ما يقارب 135 مليونَ شخصٍ يعانون من أزمات غذائية.
وتصدّرت سوريا قائمة الأكثر عشر دول تضرّراً العام الماضي، ووفقَ التقرير، فإنَّ 38% من 30.5 مليونَ لاجئٍ وطالبَ لجوءٍ في العالم ينحدرون من ثلاثة بلدان تعاني من أزمة غذائية في سوريا وأفغانستان وجنوب السودان.
وبحلول تشرين الثاني 2020، كان هناك 12.4 مليون شخصٍ في سوريا يعانون من انعدام الأمن الغذائي، منهم 11.1 مليون يعانون من انعدام الأمن الغذائي بشكلٍ معتدل، و1.3 مليون شخصٍ من انعدام أمن غذائي شديد، وفق ما ذكره التقرير.
وأشار التقرير إلى أنَّ غياب اتفاق سلام دائم والعقوبات المفروضة والاقتصاد الذي مزقته الحرب وآثار انخفاض قيمة العملة، أدّى إلى تأجيج الأزمة الإنسانية في سوريا، لا سيما في مناطق الشمال الغربي.
كما دمّر النزاع، الذي استمر عقدًا من الزمن، سبلَ العيش والبنية التحتية الحيوية وترك 6.7 مليون شخص نازحٍ داخليًا، مع اعتماد الملايين على المساعدات الإنسانية لتلبيّة احتياجاتهم الأساسية.
وأضاف التقرير أنَّ آثار الحرب شكّلت أكبرَ أزمة لاجئين في العالم، إذ تمَّ دفعُ ما يقدّر بنحو 7.1 مليون لاجئ سوري إلى الخارج، بشكل أساسي إلى البلدان المجاورة حيث يعيش معظمُهم في فقرٍ ومع محدودية الوصول إلى الخدمات الأساسية أو التعليم أو فرص العمل وقلّة الآفاق.
كما أدّت تداعيات الطقس في فصل الشتاء من أمطار شتوية غزيرة في إدلبَ وحلبَ إلى فيضانات شديدة في مناطق يعيش فيها الآلاف من النازحين حيث تعيش الأسرُ في خيام وملاجئ مؤقّتة.
وتضمّن التقريرُ تصريحًا للأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، قال فيه، “يتزايد عددُ الأشخاص الذين يواجهون انعدامًا حادًا في الأمن الغذائي ويحتاجون إلى مساعدات عاجلة من الغذاء والتغذية وسبل العيش، والصراعات هي السبب الرئيسي، إلى جانب الاضطراب المناخي والصدمات الاقتصادية، التي تفاقمت بسبب فيروس (كورونا)”.
وأشار غوتيرش إلى أنَّ العالم بحاجة إلى “معالجة الصراعات والجوع على نحو مشترك، لأنَّ أحدهما يعزز الآخر، إذ لا يمكن حلْها بشكلٍ منفصل”, مضيفاً “علينا فعلُ كلّّ ما بوسعنا للقضاء على هذه الحلقة المفرغة، لا مكان للمجاعة والجوع في القرن الحادي والعشرين”.
تتصدر سوريا قائمة الدول الأكثر فقراً في العالم، إذ يعيش تحت خطِّ الفقر في سوريا 90% من السوريين، بحسب ممثلة منظمة الصحة العالمية في سوريا “أكجمال ماجتيموفا”.
وحذّرت المتحدّثة باسم برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة “إليزابيث بايرز”، من أزمة غذاء غيرِ مسبوقة في سوريا، بسبب تفشّي فيروس “كورونا”.