“جيفري” يشرحً سياسةَ بلادهِ في سوريا وما ستفعلُه لإيقافِ الهجومِ على إدلبَ
أجرى “جيمس جيفري” المبعوث الخاص بواشنطن إلى سوريا مؤتمراً صحفياً قبل أيام للحديث عن سياسة بلاده في سوريا، وجاء المؤتمر الصحفي بعد جولة لـ “جيفري” في أوروبا استغرقت أسبوعاً لبحث ملفّ هزيمة تنظيم داعش والسياسة الأميركية في سوريا.
وقال “جيفري” في المؤتمر الصحفي الذي نشرته وزارة الخارجية الأمريكية: “نشعر بالخوف والذعر حسبما وصف الوزير (بومبيو) وآخرون في واشنطن، بسبب هجوم نظام الأسد الذي لا يرحم على إدلب بدعمٍ من روسيا وإيران، وفي ذلك خرْقٌ لاتفاق وقْفِ إطلاق النار رقم 2254، وللقرار الصادر عام 2015 بالإضافة للكثير من اتفاقيات وقْفِ إطلاق النار الأخرى التي وافقتْ عليها روسيا لكنّها أصبحت تتغاضى عنها الآن، وفي ذلك إشارة إلى أنّ النظام لا يرغب بالتوصل إلى تسوية، بل يرغب بتحقيق انتصار عسكري”.
وفي ردّه على سؤال صحفي حول ما الذي ستفعله واشنطن بالتحديد لإيقاف هجمات روسيا ونظام الأسد التي تستهدف المدنيين في إدلب، لفت “جيفري” إلى أنّ “بلاده لم تفكّرْ في البداية القيام بعمل عسكري ما لم يقم نظام الأسد باستخدام السلاح الكيماوي مرّة أخرى، وبعدها أصبحت كلُّ الخيارات مطروحة على الطاولة”.
وأكّد على أنّ “واشنطن تدعم الجهود التركية في نشر مواقع عسكرية على حدودها”، وأشار إلى أنّ لـ “تركيا عدداً لا بأس به من الجنود في إدلب، وهؤلاء هم حلفاؤنا في حلف شمال الأطلسي، وإننا نودّ أنْ نضمن لهم عدم حدوث أيِّ مكروه، ولهذا نقوم بمراقبة ذلك عن كثب”.
وأشار “جيفري” إلى قيام الولايات المتحدة زيادة العقوبات على نظام الأسد، وأوصلت رسائل دبلوماسية على المستوى الدولي لضمان بقاء روسيا وإيران وكذلك نظام الأسد على علم بأنّ الهجوم على إدلب غيرُ مقبولٍ جملة وتفصيلاً.
ووصف جيفري الرئيس التركي “رجب طيب أردوغان” بأنّه “زعيم تعرّض لعدد من النزاعات، ولهذا بات مخضرماً فيما يتصل بالتعامل مع الوضع في سوريا، وهو شريك لنا وحليف في الناتو لذا علينا أنْ نقفَ إلى جانبه، ونحن خاطبناه شخصياً وطلبنا منه ألا يثق ببوتين، وقد اكتشف نتائج ذلك على الفور”.
أما عن الميليشيات الإيرانية التي عاد نشاطها في سوريا مؤخّراً وتشارك في هجوم إدلب مع نظام الأسد وروسيا، فقد أوضح “جيفري” بأنّ العقوبات الأمريكية أرهقت إيران والنظام وروسيا.
وأشاد “جيفري” بالعقوبات التي فرضها الاتحاد الأوروبي على نظام الأسد وحلفائه، مؤكّداً “أنّها تصعّب الأمر على الأسد وأصدقائه بالنسبة لمواصلة إستراتيجية الانتصار العسكري، وهذا بحدِّ ذاته مبرّرٌ كافٍ لفرضها”، وأعرب عن أمله في أنْ تخطوَ الدول الأوروبية خطوات جديدة على غرار ما قامت به واشنطن في فرض عقوبات شديدة وفْقَ قانون قيصر.
وحول أهمية العقوبات الأمريكية والأوروبية أشار “جيفري” إلى أنّها تساهم في الحدِّ من الهجوم على إدلب، موضّحاً أنّ “النظام يعاني من ضغوطات اقتصادية هائلة بسبب تجنيده مع حلفائه لكامل أموالهم ضمن هذه الحملة البشعة على إدلب، إلى جانب جهودهم الأخرى التي يبذلونها ليقوموا بشنِّ حربٍ على شعبهم بشكل أساسي، ولهذا، نعتقد بأنّ هذه العقوبات ستُستنزف الأموال التي جُنّدت لخدمة آلة الحرب”.