حزبٌ تركيٌّ معارضٌ يسعى لعقدِ لقاءٍ مع رأسِ نظامِ الأسدِ

أعلن “الحزب الجيد” التركيُّ المعارض قرارَه بتقديم طلبٍ إلى وزارة خارجيةِ نظام الأسد، من أجل اللقاء برأس النظام، بزعمِ “بحثِ سبُلِ مكافحة الإرهاب شمالي سوريا ومشكلةِ اللاجئين في تركيا”.

وقال المتحدّث باسم الحزب “كورشاد زورلو”، إنَّ “زعيمة الحزب ميرال أكشنر سبق أنْ قالت قبل نحو عامين، إنَّها
مستعد+ ةٌ???

للقاء الأسد، وإنَّ الحزب يستعدُّ حالياً لتقديم طلبٍ إلى وزارة الخارجية”، وقد تكون أكشنر على رأس الوفد.

كما أوضح المتحدّث أنَّ الشعب التركي سيتمكّن من معرفةِ الخطواتِ ومراحل اللقاء، التي يتمُّ تحديدُها من قِبل وزارة خارجية نظام الأسد بشفافية، مع تأكيدِه أنَّهم في الحزب “متابعون لهذه القضية ونريد في أسرعِ وقتٍ ممكنٍ، الابتعادَ عن هذه الصورة التي نشعر بالقلق عليها نيابةً عن أمتنا”.

وسبق أنْ أعلن رئيسُ “حزب الوطن” اليساري في تركيا، دوغو برينشاك، تأجيلَ زيارته إلى سوريا، للقاء رأس نظامِ الأسد، معلّلاً ذلك بأنَّ التأجيلَ جاء لبعض الوقت بناءً على طلب من النظام، ومعروفٌ عن المعارض التركي تقرّبُه من إيران وسبق له أنْ اعتبر أنَّ “قاسم سليماني شهيدنا جميعاً”.

وحسب برينشاك، فإنَّ نظامَ الأسد، أرجأ الزيارة بسببِ “التزام” الأسدِ ببعض الزيارات الدولية خلال الفترة المقبلة قائلاً، “أجلّنا زيارة← الزيارةَ???
إلى سوريا بناءً على طلبِهم، قالوا لي نريدك أنْ تلتقيَ بشارَ الأسد، لكنْ جدوله مكتظٌّ بالرحلات الدولية”.

وفي السياق، اتّهم المعارضُ اليساري التركي حزبَ “العدالة والتنمية” الحاكمَ في تركيا بالوقوف وراءَ إلغاء الزيارة، وقال إنَّهم طلبوا من حكومة النظام عدمَ استقباله، وقالوا لهم “لا تقابلوا دوغو برينجك قبل أنْ تقابلونا، اجتمعوا بنا قبل أنْ تجتمعوا به”، وفقَ تعبيره.

وتعتقد أوساطٌ سياسية وشعبية تركية أنَّ عودةَ اللاجئين السوريين وحلَّ مشكلةِ التنظيمات المسلّحة في جنوب البلاد (وحدات الحماية الكردية)، يكون عبرَ الحوار مع نظام الأسد وعودةِ العلاقات معه إلى طبيعتها، وهو ما دفعَ الحكومةَ التركية والرئيسَ رجب طيب أردوغان لاتخاذ خطواتٍ بهذا الصدد، منها بناءُ حوار استخباراتي، ومساعٍ لرفع العلاقات إلى الأروقة الدبلوماسية، فأعلن الرئيس أردوغان عدّةَ مرّاتٍ استعدادَه للقاء الأسد في حال توفّرت الظروفُ المناسبة، إذ “لا يوجد خصامٌ دائمٌ في السياسة”.

وتُعدُّ ورقةُ اللاجئين السوريين، والمهاجرين غيرِ النظامين، واحدةً من أهمّ وأقوى أوراق المعارضة التركية في مواجهة الحكومةِ والرئيس أردوغان، خاصةً في فترة ما قبلَ الانتخابات الرئاسية والبرلمانية المقبلةِ، بعد تأثيرِها الملحوظ في الانتخابات المحلية التي جرت في العام 2019، وتمكّنتْ المعارضةُ من الفوز فيها في كبرى المدن التركية، على رأسِها أنقرةُ وإسطنبول.

ويتسابق السياسيون في تركيا لتحقيق تقدّمٍ في هذا المجال عبرَ مخاطبةِ الرأي العام التركي، وتحمّل المعارضةُ سياسات حزب العدالة والتنمية الحاكم، لا سيما قطعِ العلاقات مع النظام، مسؤولية تدهور الأوضاع في سوريا، وفي الوقت الذي تدافع فيه الحكومةُ عن مواقفها، فإنَّها سعت أيضاً إلى فتحِ حوارٍ استخباراتي مع النظام.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى