حقوقيٌّ تركيٌّ: المجتمعُ الدوليُ يرفضُ المنطقةَ الآمنةَ بسوريا بسببِ تجربةِ البوسنةِ

حمّل رئيس “مركز أبحاث اللجوء والهجرة –İGAM” والمتحدّث الرسمي السابق باسم المفوضية السامية لشؤون اللاجئين في تركيا “متين جوراباتر”، زعيم أكبر أحزاب المعارضة في تركيا كمال كليجدار مسؤوليةَ الخطاب التحريضي ضدَّ اللاجئين السوريين.

وقال إنال ملفّ السوري في تركيا سوف يتمُّ تسييسه مبكّراً، إذ أصبح أحد محاور الاستقطاب المجتمعي في تركيا، وأنّه أحدُ أهمّ أدوات الحشد السياسي في البلاد.

وفي تصريح صحفي قال متين جوراباتر “انحسر خطابُ الكراهية المعادي للاجئين بعدَ انتخابات 2019 المحلية”، وهي الانتخابات التي فازت المعارضة بأهمّ مدينتين فيها، أنقرة وإسطنبول، وكان لخطاب معاداة اللاجئين الذي تبنّته المعارضة حينذاك دورٌ مهمٌّ في هذا الفوز.

ولفت إلى أنَّ الدافع وراء تصريحات “كليتشدار أوغلو” انتخابي بحتٌ، يستند إلى تجربة انتخابات 2019 المحلية، وأضاف أنَّ خطاب الحكومة منذ حينذاك يتغيّر تدريجياً باتجاه تبنّيهم إعادةَ السوريين إلى المناطق الآمنة في الشمال السوري، مستشهداً بخطاب أردوغان عام 2019 في مقرّ الجمعية العامة للأمم المتحدة بعد بضعة أشهر من خسارتهم للإدارة المحلية في إسطنبول وأنقرة، والتي روّج خلاله أردوغان لمنطقة آمنة بعمق 30 كم على طول الحدود مع سوريا ويمكن أنْ تستقبلَ مليوني سوري.

موضّحاً أنَّ المجتمع الدولي لا يزال غيرَ موافق على مقترح أردوغان المتمثّل بإعادة جزء مهمّ من السوريين، من تركيا إلى منطقة آمنة في الشمال السوري، بسبب مخاوفَ مبنيّة على تجربة المناطق الآمنة الفاشلة في البوسنة والتي كانت مسرحاً لمذبحة “سربرنيتسا” المروعة.

مشيراً إلى أنَّ خطأ الحكومة التركية في سياساتها في ملفّ النزوح السوري أتاح الفرصة أمام المعارضة لاستغلال الملفّ سياسيّاً؛ فالحكومة أدارت الملفّ بشكلٍ محليّ على حساب دور المفوضية السامية لشؤون اللاجئين، وذلك لإيمان الحكومة بأنَّها أفضلُ من يمكنه التعامل مع الملف، إيمانٍ تسبّب بإبقاء التنسيق مع المفوضية السامية في الدرجات الدنيا.

ويرى “جوراباتر” أنَّ خطاب الكراهية في تركيا وصل إلى مرحلة خطيرة لعدّة أسباب، منها “وعود بعض السياسيين من المعارضة التركية بتحقيق ذلك عبرَ التصافح مع بشار الأسد، وهو من يعتبره غالبية السوريين المسؤول عن تهجيرهم ومعاناتهم أساساً”.

بالإضافة إلى “ترويج بعض السياسيين لفكرة تشكيل اللاجئين تهديداً للأمن العام والسلم الأهلي، لإمكانية فتحِ هذه الفكرة البابَ أمام الشبان الأتراك العاطلين لبدأ الشجارات مع اللاجئين”، كما قال

وختم “جوراباتر”، بأنَّه “كان على المعارضة التركية التي تدّعي أنّها ديمقراطية اجتماعية أنْ توصي الحكومة بإعطاء اللاجئين السوريين صفتَهم الدولية، إلا أنَّ المعارضة تفضّل أنْ تصبَّ الزيتَ بالنار”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى