حملاتٌ ومشاريعُ للحدِّ من الإصابةِ بـ”الكوليرا” شمالَ غربي سوريا

تسعى الفعالياتُ الطبيّةُ والخدميّة في شمال غربِ سوريا للحدِّ من الإصابة بمرض الكوليرا في المنطقة عبرَ إقامةِ مشاريعَ وحملاتِ توعية، وذلك بعد أنْ توطّن المرضُ في الشمال المحرّر.

وارتفع عددُ الإصابات المسجلة بمرض “الكوليرا” في شمال غربي سوريا، إذ تسبّب بعديد من حالاتِ وفاةٍ وسطَ عجزِ المنظومة الطبيّة في المنطقة عن إيجاد حلول جذريّة، معتبرةً أنَّ المرض صارَ “متوطّنًا” في المنطقة.

ووِفق مديرية الصحة بإدلب، فإنَّ عددَ الوفيات جرّاء الإصابة بالكوليرا بلغ 24 وفاةً خلال السنتين الماضيتين، بينما بلغت أعدادُ المشتبه بإصابتهم 17823 إصابة، منها 80% أُثبتْ إصابتُهم بالمرض.

وقال مسؤولُ دائرةِ الرعاية الأوليّة بمديرية صحة إدلب، دريد الرحمون، إنَّه لاتوجد مدّةٌ محدّدةٌ يمكن فيها إعلانُ نهاية انتشار المرض.

وأوضح الرحمون أنَّ الكوليرا بدخوله المنطقةَ ينتهز أيَّ بيئة مناسبةٍ له ليعيدَ انتشاره ويخلّفَ عشرات الإصابات.

ولفت إلى أنَّ تقليلَ الإصابات يتلخّص بإعطاء اللقاحات التي قد تسهم إلى حدٍ كبيرٍ في تخفيف آثار وأعراض المرض، وتقليلِ حالات الوفاة.

واعتبر أنَّ الوقايةَ تأتي أولًا لكبح جماحِ انتشار المرض، إضافةً إلى إنشاء مراكزَ العزل لتجنّب مخالطة المصابين وتقليلِ العدوى، وتومّنُ مديريةُ صحة إدلب مركزين للعزلِ لم يصلا بعدُ إلى طاقتهما الاستيعابيّة، وِفق الرحمون.

كما تعتمد الجهاتُ الطبيّة في المنطقة على تقليل الإصاباتِ عبرَ إعطاء اللقاحات، إذ أشرفتْ المديرية على توزيعها لـ90% من سكان المنطقة، بالإضافة إلى إطلاق حملاتِ التوعية، بحسب المسؤول بمديرية صحة إدلب.

ولفت الرحمون، إلى أنَّ استجابةَ الأهالي للتوجيهات الطبيّة جيّدة، إذ يحاولون الالتزامَ بها، إلا أنَّ البيئة المحيطة غيرُ مناسبة نظرًا إلى انتشار العشوائيات والخيام في بنية تحتيّة “متردّية” حيث تنتشر مياه الصرف الصحي والقمامة، وهي عواملُ تفسحُ المجال لزيادة انتشار المرض، وِفق موقع عنب بلدي.

بدورهم، يعملُ المتطوّعون في “الدفاع المدني السوري” على إجراءِ جولات تستهدف مراكزَ الآيواء المؤقّتة لمتابعة أوضاع المصابين وتقديمِ الرعاية الطبيّة لهم، إضافةً إلى جلسات توعيّة للوقاية من مرضِ “الكوليرا”.

وتعمل فرقُ “الدفاع” على توزيع النشراتِ الدوريّة التي تحذّر من خطورةِ المرض وتشير إلى طرقِ الوقاية منه، إضافةً إلى الطرق الصحيحةِ لتأمين مياه شربِ نظيفةٍ خاليّة من الجراثيم المتسبّبة بالمرض.

وقال مسؤولٌ في “الدفاع المدني”، إنَّ فرقَ “الدفاع” تعمل على “مشاريع الإصحاح” التي تهدف لتحقيق نتائجَ بعيدة المدى من خلال ضمان الوصول إلى المياه النظيفة وخدماتِ الصرف الصحي، وتسهم في رفعِ مستوى الصحة العامة، وتقلّل من انتشار الأمراض المنقولة بالمياه.

ويحاول “الدفاعُ المدني” عبرَ هذه المشاريع تحسين البنى التحتية ورفعِ سوية الخدمات لا سيما المتعلّقة بالصرف الصحي والتي تشكّل عاملًا أساسيًا في استمرار انتشار “الكوليرا”، وِفق المسؤول.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى