حِراكٌ سياسيٌّ مكثّفٌ بشأنِ سوريا .. هيئةُ التفاوضِ تلتقي ممثّلي الدولِ الغربيةِ في جنيفَ
شهدت مدينة جنيف السويسرية، خلالَ الأيام الماضية، حراكاً سياسياً مكثّفاً بشأن سوريا، حيث أجرت هيئةُ التفاوض السورية اجتماعات مع المبعوثين الدوليين والمبعوث الأممي إلى سوريا، في حين عقدَ الأخيرُ اجتماعاً مع مبعوثي الدول الغربية لبحث آخرِ تطوّراتِ الملفِّ السوري.
وقالت هيئةُ التفاوض إنَّها عقدت لقاءً بمكتبها في جنيف مع ممثّلي الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة المتحدة وفرنسا وألمانيا، لمناقشة تطوّرات الوضعِ السوري، وتعطيلِ نظام الأسد للعملية السياسية ورغبتِه بإطالة الأزمةِ السورية.
وأكّد رئيسُ الهيئة “بدرُ جاموس”، أنَّ تأخّر الحلِّ السياسي سيؤدّي إلى نتائج كارثية على حياة السوريين، ما يؤكّد ضرورةَ وجودِ دورٍ أكثرَ فعالية للمجتمع الدولي للضغطِ على نظام الأسد وإيجادِ آلية فعّالة لتطبيق القرارات الأممية ذات الصلة.
وحذّر وفدُ الهيئة من تركِ الشعب السوري رهينةً بيد نظام الأسد، مشددًا على أنَّ الشعب السوري في عموم سوريا وفي بلدان اللجوء يعاني من انهيار الأوضاعِ الإنسانية والاقتصادية، وينبغي العملُ بكلِّ جهدٍ لإنقاذ الشعب وتقديمِ شتّى أنواعِ الدعم له، ولا سيما في مجالي التعليم والاحتياجات الأساسية.
وأشار الوفد إلى أنَّ عودة السوريين إلى سوريا منوطةٌ بالوصول إلى حلٍّ سياسي حقيقي يضمنُ مستقبلَ كلَّ السوريين ويحقّق مطالبَهم بالحرية والعدالة، وذلك عبرَ التطبيق الكامل والفوري للقرار 2254.
وقال المبعوثان الألماني، ستيفان شنيك، والفرنسية، بريجيت كورمي عقبَ اللقاء، إنَّهما أجريا “مناقشةً مثيرةً للاهتمام مع هيئةِ التفاوض السورية حول كيفية الجمع بين أوسعِ طيفٍ ممكنٍ من السوريين في عملية سياسية شاملة بقيادة سورية من أجل تنفيذِ قرارِ مجلس الأمن الدولي رقم 2254”.
كما التقى رئيسُ الهيئة والرئيسُ المشترك للجنة الدستورية السورية، هادي البحرة، مع مبعوثِ الأمين العام للأمم المتحدة الخاص إلى سوريا، غيرِ بيدرسون، في مكتب الهيئة في جنيف.
وبحث جاموسُ والبحرة مع بيدرسون “الآلياتِ المطلوبة من الأمم المتحدة لإيجاد حلٍّ سياسي يلبّي طموحَ وتطلّعاتِ الشعب السوري”، وطالباً المبعوث الأممي بـ “المزيد من الضغط على نظامِ الأسد لإجبارِه على تطبيق القرارات الدولية”، وفقَ بيانٍ لهيئة التفاوض عبرَ تويتر.
وأبلغ رئيسُ هيئةِ التفاوض المبعوث الأممي أنَّ “الشعب السوري بدأ يفقدُ الصبرَ والأمل في الحلّ، وبقي الخيارُ الوحيد هو خلقُ موجةِ لجوء جديدة، وأنَّ المسؤولَ عما وصلتْ إليه البلاد هو نظامُ الأسد، وأنَّ أيَّ حلٍّ لا يحقّق الانتقالَ السياسي وبناءَ دولة جديدة تلبّي آمال الشعب السوري وتحقق تطلّعاته، لن يكونَ قابلاً للتطبيق”.
كما تحدّث جاموس والبحرة مع بيدرسون عن “الظروف الإنسانية السيّئة التي يعيشُها اللاجئون السوريون في لبنانَ بشكلٍ خاص، وفي بعض الدول الأخرى بشكلٍ عام، وضرورةِ تحرّكِ الأمم المتحدة”.
وأكّد المبعوثُ الأممي أنَّه “جادَ بالعمل بكلِّ الوسائل والإمكانيات المتاحة لتحقيق الحلَّ السياسي، وتطبيق القرار 2254، واستمراره في التواصل مع كلّ الدول القادرة على دفعِ العملية السياسية بشكلٍ حقيقي”.
ويأتي هذا الحراكُ السياسي المكثّف في جنيف في ظلِّ التقاربِ التركي مع نظام الأسد، وبعد أسابيعَ قليلةٍ من الإعلان عن لقاء موسكو الذي جمعَ وزيري دفاع تركيا، خلوصي أكار، والنظام، علي محمود عباس، برعاية روسيا وحضورِ وزيرِ دفاعِها سيرغي شويغو.