خاص: أبرزُ ردودِ أفعالِ نشطاءِ المحرَّرِ حولَ الانفجارِ الدموي في عفرينَ

استُشهِد حوالي 42 مدنياً وجُرح عشراتٌ آخرون اليوم الثلاثاء جرّاء انفجار ضخمّ هزّ مدينة عفرين بريف حلب الشمالي، والذي ألحق أيضاً أضراراً مادية كبيرة حلّت بالمحال التجارية والأبنية والممتلكات العامة والخاصة القريبة من مكان الانفجار.

وقد أفادنا مراسل “شبكة المحرَّر الإعلامية” بأنّ شاحنة محروقات مفخّخة كانت قد انفجرت على طريق راجو وسط السوق الشعبي في مركز مدينة عفرين، ما أدّى لاستشهاد أكثر من 42 مدنياً لم يتمّ توثيق أسمائهم جميعهم بسبب وجود عددٍ كبيرٍ من الجثث المتفحّمة، إضافة لجرحِ أكثرَ من 50 آخرين، غالبيتهم في حالة حرجةٍ ما يرجّح زيادةَ عددِ الشهداء.

وأشار مراسلنا إلى أنّ ازدحام السوق قد زادَ من حجم الكارثة، لافتاً إلى أنّ شاحنة الوقود التي انفجرت كانت تسير بين شارع دوار السياسية ودوار السرايا عند مدخل السوق الشعبي، والذي يشهد ازدحاماً في مثلِ هذا الوقت قبل إفطار يوم رمضان بساعات، وهو ما تسبّب في ارتفاع حصيلة الشهداء والجرحى.

مضيفاً بأنّ “معظم الجرحى قد تعرّضوا لحالات حروق شديدة، نتيجة ألسنة اللهب التي انتشرت بشكلٍ كبيرٍ في مكان الانفجار بسبب شدّته، حيث سارعت فرقُ الإسعاف على نقلِ المصابين على الفور إلى المشافي والمراكز الطبية في المدينة، وإخماد النيران التي التهمت العديد من سيارات المدنيين”.

وقد طلبت المستشفيات في مدينة عفرين من المدنيين التوجّه إليها من أجل التبرع بالدم لكثرةِ المصابين، في حين لم يصدرْ أيُّ بيان رسمي من قِبل الشرطة العسكرية المسؤولة عن أمن المنطقة يوضّح تفاصيلَ الحادثة.

وبدورها اتّهمت وزارة الدفاع التركية ميليشيا قسد بالمسؤولية عن التفجير الإرهابي في المدينة، وقالت في بيانٍ رسمي: إنّ “ما لا يقلّ عن 40 مدنياً لقوا حتفهم في هجوم بقنبلة في عفرين بشمال سوريا، نفّذه إرهابيو (بي كا كا/ ي ب ك)”.

الأمر الذي نجم عنه حالةُ غضبٍ شعبي واستياءٍ واسع في أوساط المدنيين، وجميعُ أصابع الاتهام تشير إلى عرّابي معابر التهريب مع مناطق ميليشيا قسد، كما استنكر المدنيون من الفصائل المسيطرة على المدينة وقوى الشرطة والأمن، متسائلين كيف تمّ السماح لصهريج كبير محمّل بالوقود بالدخول إلى وسط السوق الشعبي في المدينة، والذي بالأصل يجب أنْ يكونَ مغلقاً أمام السيارات الكبيرة، فما هذا الفلتان الأمني الرهيب والمخيف.

ومن جانبه ندّد الناشط “باسم الحلبي” بالفصائل الموجودة في عفرين واصفاً إياها بـ “الكرونية”، وأضاف قائلاً: “كلّنا يشهد لكم بالمهنية العالية في النهب والسرقة والتشويل وأكل السحت والحرام، كلّنا يشهد بأنّ أمنياتكم تعرف كم شقة وكم منزلاً وكم طابقاً في عفرين لاستثمارها واعتبارها غنائم حتى لو بالشبهة، كلّنا رأى تجمعاتكم لطرد المدنيين من البيوت لاستخدامها، ولملء الجيوب المنتفخة بالحرام أصلاً، لماذا كلُّ هذا التسيب؟ وأين عيونكم من المجرمين؟، لماذا كلّ هذا الاستهتار بأرواح العباد؟، أنتم بهذا تؤكّدون للناس أنّكم عصابة لا مجاهدون ولا ثوار، احفظوا الأمن أو دعوا الساحة لغيركم من الأشراف”.

كما طالب “باسم الحلبي” بمنع استيراد المحروقات من مناطق قسد وإغلاق كافة المعابر ومنع فتح أيِّ معبر ما بين المناطق المحرّرة وما بين مناطق نظام الأسد وأعوانه من قسد وأخواتها، مشيراً إلى أنّ “هؤلاء المجرمين عندما نفتح أيَّ معبرٍ معهم يستغلونه للنيل من أهلنا وأطفالنا بإرسالهم السيارات والصهاريج المفخّخة لقتل أكبرَ عددٍ ممكن من شعبنا في مناطقنا المحرّرة، أغلقوا المعابر وأعلنوها حرباً على هؤلاء المجرمين الفاسدين في الأرض”.

بينما قال الشيخ “محمد أبو النصر” حول الحادثة: “لا يُلام الذئب في عدوانه، إنْ يك الراعي عدوَ الغنم، تفجيرُ عفرين المأساوي، ومصابنا الأليم فيه لا تتحمّل جماعةُ قسد الإرهابية وحدها المسؤولية عنه، فهم أعداؤنا ويُتوقّع منهم هذا، ولكن مصابنا فيمن يدير أمن المنطقة من الجماعات والفصائل ومن يموّلها ويوجّهها”.

فيما صرّح الناشط “فريد أبو يامن” عبْرَ منشور على موقع فيسبوك قائلاً فيه: “تفجيرُ عفرين وصمةُ عارٍ على جبين الفصائل والقادات والمؤسسات الأمنية المستلمة المنطقة، ويثبت فشلكم أمنياً، يعني من الأخير على المسكين والدرويش بتقدروا، أما على التجار والمهربين والذرائع الإرهابية ما خرجكم، لأنّكم شركاء معاً ومحامون لهم”.

وقال الناشط “ماجد عبد النور” أيضاً حول ذات الأمر: “فشلٌ ذريع في إدارة الملف الأمني لعفرين، ألفُ فصيل وألف أمنية وأغلبُ عملِهم البحثُ عن النهب والخطف والتشليح، غابة عفرين موحشة مخيفة ونقطة سوداء في تاريخ الثورة، كلُّ التفجيرات حالة طبيعية لإدارة فاشلة فشلٌ مقرِفٌ من رأسها لأساسها”، مضيفاً بقوله: ” نحن لم نعدْ نمتلك القدرة على تغيير هذه المنظومة الفصائلية الفاسدة لأسباب يصعب حصرُها وعدّها، إما أنْ تتولى تركيا بنفسها نسفَ الصف الأول والثاني وإعادة هيكلة شاملة للجسم العسكري والأمني والمدني، وإما أنّها ستدفع ثمناً باهظاً لوجودها في سوريا كأفشل دولة انتداب عرفتها البشرية”.

فيما أشار الناشط “عمر جيجو” عبْرَ حسابه في تويتر إلى أنّ “وزير الداخلية التركي قدّم استقالته لأجل خطأ بسيط في إعلان حظر التجوّل، والآن هل سنشهد استقالات نتيجة عجز البعض عن تأمين المنطقة من قادات الفيالق أو المسؤولين الأمنيين”.

وقال الناشط “بدر كجك” عبْرَ حسابه في موقع تويتر: “إلى متى سيبقى المدنيون يدفعون فاتورة الطمع والجشع التي يجبرهم تجار الدماء والأرواح (المهربين) على دفعها، أكثر من خمسين شهيداً ومثلهم جرحى في تفجير مدينة عفرين، هذه ليست أرقام، لعنكم الله يا تجار الأرواح”.

كما نشر الناشط “وائل عبد العزيز” عبْرَ حسابه في تويتر قائلاً: “فصائل الجيش الوطني في عفرين وغيرها، ماهرةٌ في نشر الحواجز لفرض الأتاوات، ومشغولة في دعم الارتزاق والتغطية على مجموعات السرقة والنهب وقهر المدنيين، أما إيجاد قتلة المرأة المسنّة في عفرين ووقف الانفلات الأمني وضبط المنطقة أمنياً لوقفِ الانتهاكات والنهب والتفجيرات فهذا لا يعنيهم”.

وقال “مالك طربوش” في منشورٍ عبْرَ فيسبوك: “خنازير قسد لا يختلفون عن النظام بأيِّ شي، هداك بيضرب براميل من الجو، وهاون مفخّخات بالأرض، واللي بساعدهم أكتر هو فساد وسفالة الفصائل بعفرين”.

يُشار إلى أنّ عمليات تفجير السيارات والدراجات المفخّخة قد تكرّرت بشكلٍ واضح في مدن ريفي حلب الشمالي والشرقي خلال الأشهر الماضية، والتي طالت أسواقاً شعبية إلى جانب اغتيال شخصيات عسكرية في المنطقة، حيث توجّه الجهات المحلية المتمثلة بالجيش الوطني والشرطة العسكرية أصابع الاتهام لميليشيا قسد.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى