خبيرٌ سياسيٌّ يكشفُ عن الأهدافِ التركيةِ من إنشاءِ المنطقةِ الآمنةِ في شمالِ سوريا
أعلن الرئيس التركي “رجب طيب اردوغان” على هامش اجتماع القمة السابعة للمجلس التركي للدول الناطقة بالتركية في العاصمة الأذربيجانية باكو عن “إنشاء منطقة سورية آمنة بطول 444 كم من الغرب إلى الشرق، وبعمق 32 كم من الشمال إلى الجنوب”، مضيقاً بالقول: “حيث سيعود إليها اللاجئون الذين في بلدنا”.
ويهدف المشروع التركي إلى إقامة منطقة عازلة تمثّل حزام أمان بين الأراضي التركية والسورية، وتمنع أيّ نوع من انواع التهديد الأمني التي يهدّد الأراضي التركية، ومن خلاله يتمّ أيضاً استهداف المشروع الكردي الانفصالي، والذي قد يهدّد الأمن القومي التركي.
حيث أنّ هذا المشروع ليس مرحلة واحدة، وإنّما ينقسم على عدّة مراحل أولها الانتشار التركي في المنطقة الممتدة بين تل أبيض ورأس العين، بطول 120 كلم وعمق 30 كلم.
وبخصوص باقي الشريط الحدودي، حيث صرّح الخبير السياسي “محمد سرميني” لجريدة القدس العربي قائلاً: “ممكن أنْ يستكملَ من قبل الجانب التركي، بعد التوافق مع الأطراف التي تمتلك نفوذاً في المنطقة، للحصول على تأييد لها بالمزيد من التوسع”.
مضيفاً: “وهذا سوف يكون ضمن المسار التفاوضي الحالي التي تقوم تركيا بحثه مع الجانب الأمريكي والروسي”، ومعتبراً أنّ “كلّ تقدّم تحقّقه أنقرة على مستوى المفاوضات السياسية، ينعكس على المستوى العسكري والميداني”.
وتابع “سرميني” قائلاً: “من الطبيعي أنْ يبدأ حالياً الحديث عن عودة اللاجئين، وأكثر من مليون سوري في تركيا، وخاصة الذين هم من أهل المنطقة الشرقية والمتواجدين في ولايات أورفا وغازي عنتاب، وبالتالي لا مخاوف من الإعادة القسرية هنا، وإنّما من الطبيعي أنْ يعودَ أهل هذه المناطق إذا شعروا بالأمن والأمان، وتوفّر الخدمات والبيئة الآمنة في بلدانهم، فحتماً سيعودون من أجل تأسيس أعمالهم والانخراط بحياة مستقرّة وأعمال مدنية، وهي أيضاً من التحديّات ولكنّه الهدف الأساسي من المنطقة الآمنة”.
وفي إطار الحديث عن تغيير ديموغرافي، قد يحلّ على المنطقة، قال “سرميني”: “لا وجود لتغيير ديموغرافي، بل إحلال أمن وعودة أهالي المنطقة إلى مناطقهم الأصلية، لأنّ المناطق الداخلة ضمن العملية معظمها عربية، ونسبة الأكراد يمكن أنْ تكونَ محدودة فيها، وهنا الحديث عن المناطق التي تمّ استهدافها حتى الآن”، معتبراً أنّ “هذه المناطق سوف تكون آمنة لسكانها، لوجود تفاهمات كبرى لا تسمح لأيِّ طرف محلي بالقيام بأيِّ عملٍ استفزازي مستقبلاً”.
كما اعتبر “سرميني” أنّ “كلّ الضغوط الدولية على تركيا لا يمكن اعتبارها ضغوطاً حقيقة، وإنّما هي شكلية بما فيها الضغوط التي تمارسها الولايات المتحدة وروسيا وإيران والأوروبيون، وهذه الضغوط صورية فقط.
مضيفاً بقوله: “هي ليست قضية مرتبطة فقط في دخولهم إلى سوريا والقضاء على المشروع الكردي الانفصالي، وإنّما هي مؤشّر إلى أنّ تركيا اصبحت من اللاعبين الكبار، وأصبح لديها القدرة على التأثير في المشهد الخارجي مثل أيّ دولة كبرى”.