خطّةٌ خبيثةٌ لنظامِ الأسدِ لإخفاءِ معالمِ جرائمِه عن الأجيالِ القادمةِ
كشفت مصادرُ مختصّةٌ الهدفَ من طرح نظام الأسد لمشروعه الجديد الذي سيضيفه إلى المنهاج الدراسي والذي أطلق عليه “أسبابُ الحربِ على سوريا”.
حيث أعلن وزيرُ التربية في حكومة النظام “درّام طبّاع” في تصريحات نقلتها مواقع موالية، عن استعداداتٍ تجريها الوزارة لطرح مشروع جديدٍ يُضاف إلى المنهاج الدراسي العام المقبل سمّاه، “أسبابَ الحرب على سوريا”.
وادّعى “طبّاع”، أنَّ “الهدف من المشروع عرضُ ما جرى في سوريا ليستفيدَ منه المجتمع برمّته، وتحليلُ الأسباب والتداعيات والآثار والتعرّفُ على كيفية تجنّب مثل هذه الحرب مستقبلاً”.
زاعماً أنَّ “المنهاج سيعمل بشكلٍ أساسي على دراسة ومعرفة الدوافع الأساسية التي أدّت لظهور وانتشار الإرهاب بالإضافة الى الآليات التي اتّبعها نظامُه للتصدّي لهذا المشروع العدواني”، حسب تعبيره.
وأضاف الطباع أنَّ آلية العمل ستكون عبارةً عن حصص مستقلّة يشرح فيها حقيقةَ ما جرى في سوريا مع ذكرِ أسبابه ونتائجه، و التأكيد على دور نظام الأسد في تحقيق أمن المنطقة ونظرتِها الاستشرافية للمستقبل، حسبَ زعمِه.
ولكشف الأهداف الحقيقة للمشروع، أجرى موقع “أورينت نت” حديث مع الأستاذ غسان (اسم مستعار) ويعمل موجّهاً مختصّاً لمادة اللغة العربية في وزارة التربية التابعة للنظام، الذي أوضح أنَّ المشروع الذي صرّح به وزير التربية في حكومة نظام الأسد يعود تاريخُ إعدادِه وصياغتِه إلى عام 2020، وجرى بالتعاون مع وزارة التعليم العالي وتأجل طرحُه عدّةَ مرّاتٍ منذ ذلك الوقت، لأسباب سياسية، وأسباب تتعلّق بالمحتوى والتصديق عليه من قِبل السلطات الأمنيّة التابعة للنظام.
وأكّد “غسان” أنَّ محتوى المشروع يستهدف بشكلٍ أساسي الثورةَ السورية، ونشأتها وتشويه مضمونها وأسباب حدوثها، وسيعمل المشروعُ على تكريس الفكرة التي عمل نظامُ الأسد عليها منذ بداية الثورة، وهي إظهار المتظاهرين، وكلِّ من شارك فيها، على أنَّهم مجموعات من الإرهابيين، انساقوا ضمن حلفِ المؤامرة الكونية التي تستهدف موقعَ نظام الأسد، ضمن حلفِ المقاومة والممانعة المزعومين لإسرائيل، تلك الأسطوانة المشروخة التي عمِلَ على تصديرها حافظ أسد واستكمل ابنه مسيرته.
وتوقّع “غسان” الفشلَ الذريع للمشروع، وعدم نجاحه، إلا فقط في تلك المناطق التي تعتبر بيئةً دافئة وموالية لنظام الأسد، والتي لم تفترْ طوال عشر سنوات، عن تبرير الحرب التي شنّها النظام على السوريين، وتصوير مناهضيه على أنَّهم “إرهابيون ومأجورون”
وحول أسباب توقعه فشلَ المشروع، أكّد “غسان” أنَّ نظام الأسد لا يزال يعيش ضمن قوقعة الثمانينات، ولم يدرِ أنَّ الواقع قد تغيّرَ، وصار من السهل الوصول إلى الحقائق، التي يعمل على إخفائها، من خلال الولوج إلى صفحاتِ السوشال ميديا، ومواقع الإنترنت، إضافةً إلى أنَّ آثار حربِه لم تختفِ معالمُها عن الأرض بعدُ، وهي قابلة للرؤيا وكفيلة بأنْ يطرح الجيلُ الجديد “الذي يستهدفه مشروع نظام الأسد” الأسئلةَ المتتالية حول ما جرى، وبالمقابل سيكون الحصولُ على الإجابة اليوم أسهلَ بكثير من ذي قبل.