دبلوماسي غربي: مستقبلُ إدلبَ تحكمُه الرهاناتُ السياسيةُ مقابلَ تراجعِ احتمالِ العملِ العسكري

رأى دبلوماسي غربي إنّ مستقبل الأجزاء الخاضعة لسيطرة فصائل الثورة السورية في محافظة إدلب بشمال غربي سوريا، يرتبط بـ”الرهانات السياسية”، مقابل “تراجع احتمال العمل العسكري”.

ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية، أمس الاثنين، عن الدبلوماسي الغربي “لم تسمِّه”، قوله إنَّه خلال وقفِ إطلاق النار “الذي ظنّ كثرٌ” أنَّه سيسقط كما الاتفاقات التي سبقته، “تورّطت تركيا بشكل كبير في إدلب عبْرَ نشرِ نحو 15 ألف” جنديٍّ.

ويرى أنَّ تركيا التي تستضيف نحو أربعة ملايين لاجئ سوري وتخشى موجة جديدة من النزوح إليها، ستقفُ بالمرصاد لأيِّ هجوم جديد، “وهذا يعني أنَّ الرهانات السياسية باتت أكثر أهمية، مقابلَ تراجع احتمال العمل العسكري”.

ولا يعتقد الدبلوماسي أنَّ “مستقبل إدلب سيبقى كما حاضرها، أي منطقة محاصرة مجهولة المصير تسيطر عليها مجموعات جهادية”. ويقول “هذا ليس السيناريو الأكثر ترجيحاً”، معدِّداً عوامل عدَّة تهدّد “الوضع القائم” بينها “وجود ملايين النازحين، والقضايا والتهديد الذي تشكٍله بعض المجموعات الإرهابية على تركيا والغرب”.

وتقول الباحثة في مجموعة الأزمات الدولية “دارين خليفة”, “من شأن موجة جديدة من اللاجئين أنْ تنتج تحدِّيات سياسية واقتصادية وإنسانية” جديدة لتركيا التي تحاول أنْ “توازن” بين مصلحتها في إبعاد نظام الأسد عما تبقّى من إدلب و”الحفاظ على علاقاتها مع روسيا وتفادي أيِّ مواجهة خطيرة”.

وبعدما سيطرت قوات الأسد على طريق دمشق- حلب الدولي (إم 4)، يقول محلّلون إنَّها قد تسعى في أيٌّ هجوم مقبل إلى استعادة ما تبقّى خارج سيطرتها من طريق “إم 4” الذي يربط مدينة حلب باللاذقية.

وفي حال شنِّ هجوم جديد، ستطلب أنقرة مقابلاً قد يكون، وفق ما يشرح الخبير في الجغرافيا السورية، “فابريس بالانش”، السماح لها “بالسيطرة على مناطق كردية جديدة”، بعد تحريرها مناطق حدودية واسعة في ثلاث عمليات عسكرية شنّتها ضد “قسد”.

ويرى “بالانش” أنّه قد ينتهي الأمر بإدلب كمنطقة “تخضع للحماية التركية… تسيطر عليها مجموعات إسلامية مثل هيئة تحرير الشام وتدير شؤون اللاجئين فيها”. وستصبح في هذه الحالة أشبه بـ”قطاع غزّة جديد”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى