دير شبيغل: نظامُ الأسدِ تكتّمَ عن تفشّي كورونا في سوريا لهذهِ الأسبابِ

كشفت مجلة “دير شبيغل” الألمانية في تحقيق استقصائي مشترك مع موقع “Syria in Context” بعنوان “جائحة كورونا في سوريا.. نرحّب بالموت”، نُشر على الموقع الإلكتروني للمجلة أمس الأربعاء، تكتّم نظام الأسد عن تفشي فيروس كورونا المستجِد (كوفيد-19) في سوريا.

واستعرض التحقيقُ شهادات لأطباء وشهود عيان حول الانتشار السريع للعدوى بالفيروس في عدّة مدن سورية كبرى منذ أسابيع، رغم إعلان نظام الأسد قبل أسبوع فقط عن تسجيل أول إصابة في البلاد.

ونقل الموقع عن طبيب من المنطقة الساحلية شدّد على عدم ذكر اسمه واسم مدينته والمستشفى التي يعمل بها قوله إنّ عناصر أمن الدولة يأتون مراراً ويطلبون من الأطباء عدم الحديث عما يجري في المستشفى تحت التهديد بالتصفية.

وذكر الطبيب أنّ الأعداد الكبيرة المشتبَه بإصابتها بالفيروس تصل إلى المستشفى في الأيام الأخيرة، ويتمّ إرسال مسحات إجراء اختبار كورونا إلى دمشق لكن لا يحصلون على أي ردٍّ.

وفي دمشق، تحدّث أطباء وعاملون في مجال الرعاية، عن قفزة في أعداد المصابين بالفيروس. وقال طبيبان من مشفى تشرين العسكري إنّهما عالجا ضباطاً وعناصر من الميليشيات الأجنبية (الأفغانية، الباكستانية، اللبنانية، العراقية، الإيرانية) الذين ظهرت عليهم أعراض الإصابة بالفيروس.

كما قالت طبيبة من دمشق إنّه كان هناك 50 حالة وفاة بكورونا في مستشفاها وحده. وأضافت: “ليس لدينا ما يكفي من الدواء. ليس لدينا مكان لنضع المرضى في حَجْر صحي فيه. الناس تموت. ومن ثم يقال فقط إنّهم كانوا مصابين بالتهاب رئوي”.

وفي حلب، تحدّث طبيب عن 4 وفيات لديه خلال أيام قليلة، كانوا يعانون من التهاب رئوي وتدهور سريع للوضع الصحي وتوقّف في التنفس. وقال سائق سيارة الإسعاف إنّهم أخذوا المزيد والمزيد من الأشخاص الذين يعانون من نفس الأعراض إلى المستشفى الجامعي لمدّة أسبوعين تقريبًا.

وأشار التحقيق إلى أنّه حتى الأسبوع الماضي “بدت سوريا وكأنّها جزيرة نجاة على خريطة حالات الإصابة بكورونا”، حيث أعلن نظام الأسد بلا خجلٍ أنّه لم تكن هناك إصابات وأنّ جميع الاختبارات كانت سلبية لأسابيع، إلى أنْ أعلنت وزارة الصحة في 21 آذار/ مارس الحالي عن أول إصابة لطالبة قادمة من بلد عربي، ولم يتمّ عزلُها حيث من المرجّح أنْ تكون ابنة مسؤول.

ووفقاً لما ورد في ”ورقة استراتيجية” للحكومة الألمانية، اطلعت عليها “دير شبيغل”، يمكن “تصوّر أنْ تصبَّ أزمة كورونا في مصلحة الأسد، بحيث يستغل الديكتاتور كارثة وشيكة وخوفَ الأوروبيين من حركة لاجئين جديدة، في الدفع نحو رفع جزئي للعقوبات الدولية، والترويج لمساعدة السكان”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى