رأسُ النظامِ يشيدُ بدورِ مؤسستِه الدينيةِ كرديفٍ لقواتِه في حربِها على السوريينَ
تزعّم رأسُ نظام الأسد الاجتماعَ الدوري الموسّع لوزارة الأوقاف في حكومته أمس الاثنين والذي عُقد داخل مسجد “العثمان” في العاصمة دمشق, وأشاد خلاله بالدور الذي لعبته المؤسسة الدينية التابعة لنظامه كرديفٍ لقواته في حربِها على الشعب السوري الثائر.
وكان معظم رجال الدين التابعين لوزارة الأوقاف ومفتي الجمهورية في حكومة نظام الأسد قد وقفوا في صفِّ النظام منذ اليوم الأول للثورة ضدّه 2011، وأصدروا فتاوى ضدَّ الخروج على رأس النظام، وكان من أبرزهم سعيدُ رمضان البوطي وبدرُ الدين حسون.
وقال رأس النظام إنَّ “المؤسسة العريقة.. المؤسسة الدينية.. مؤسسةَ الأوقاف التي كما قلت أنتن وأنتم تشكّلون عمادها.. أستطيع أنْ أقول كما عادتي، بعيداً عن المبالغات، بأنّكم كنتم رديفاً للجيش، وكلُّنا يعرف بأنَّ الحرب التي استخدمتْ المصطلحات الدينية في سورية بدأت قبل الحرب العسكرية، وكان أملُهم بأنَّ الحالة الطائفية هي التي ستدفع الناس إلى حمْل السلاح والقتال، ولكنْ عندما فشلوا قرَّروا أنْ يذهبوا باتجاه الإرهاب”.
وأضاف زاعماً, “فلذلك عندما أقول رديفاً للجيش، فهذا الكلام دقيقٌ، لأنّه لو تخاذل الجيش لانتصرَ الإرهاب ولو تخاذلتْ المؤسسة الدينية لانتصرت الفتنة، لذلك كانت الحرب عليكم كأشخاص وعليكم كمؤسسة حرباً شرسة جداً من قِبل الطائفيين”.
وزعم رأس النظام أنّ “الإرهاب ليس سبباً بل هو نتيجة، وأنّه لولا عوامل الأمان والاستقرار في المجتمع السوري لكان غرِقَ منذ الأسابيع الأولى، نحن في حالة حربٍ قد تكون اقتصادية أو عسكرية وقد تكون فكرية تتوجّه باتجاه العقائد”.
وفي حين قتلتْ قواتُه وهجّرتْ واحتجزتْ ملايين السوريين، يرى رأسُ النظام أنّ قتلَ الأبرياء “واحدة من الكبائر”، مشيراً إلى الغزو الأميركي للعراق عام 2003، متناسياً استمرارَه لأعوامٍ في قتلِ السوريين وجلبِ الميليشيات من أنحاء العالم والمرتزقة للمشاركة في قتلِ المعارضين له.
واتّهم رأسُ النظام في حديثه، المجتمعَ الغربي بصناعة الإرهاب في المنطقة، مضيفاً أنّ المجتمع الغربي يستغلُّ هذه الثغراتِ للتحريض على الإرهاب في المنطقة، متناسياً أنَّ معظم قيادات التنظيمات الإرهابية في سورية والعراق خرجت من السجون التابعة له.
وأضاف مخاطباً أتباعَه, “بدلاً من أنْ يكون الدين الذي أنزِل أداةً لتطوّر المجتمعات استُخدم أداةً لتخريب تلك المجتمعات”، وأنّ “العالم يشبه المحيط الهائج الذي تضرب أمواجه في كلِّ الاتجاهات “تضربُ بالاتجاه الأمني عبْرَ الإرهاب، وتضرب بالاتجاه الاقتصادي عبرَ الحصار والتجويع، وتضرب بالاتجاه الفكري عبْرَ دفعِ المجتمعات إلى الدرك الأسفل”.
وقال “هذا هو حالنا كمجتمع، لو لم نكنْ نمتلك هذه العوامل لكنا غرقنا منذ الأسابيع الأولى، وبنفس الوقت لو كنا قد قمنا بصيانة تلك العوامل والحفاظِ عليها بشكلٍ جيّد لما دفعنا ذلك الثمن الغالي اليوم”.
وقال أيضاً لا بُدَّ من استخدام المصطلحات الصحيحة والسلوك الصحيح في خوضِ تلك المعركة، وإنَّ “ما يُحدّد قدرةَ المجتمعات على مواجهة العواصف الهدّامة هي عوامل الاستقرار وتحصينِه من الاختراقات الفكرية”.