روسيا تعتمدُ أسلوبَ “خطوةٍ بـ خطوةٍ” للتقريبِ بين نظامِ الأسدِ وميليشيا “قسدٍ”
تتواصل المحاولاتُ الروسية لردم الهوّةِ بين نظامِ الأسد من جهة، وميليشيا “قسدٍ” والكيانات المرتبطة بها من جهة أخرى، لحسمِ مصير منطقة شمالَ شرقي سوريا، التي تسيطرُ عليها الأخيرةُ بدعم من الولايات المتحدة الأمريكية.
في هذا الصدد، كشفت مصادرُ مطّلعةٌ في “الإدارة الذاتية”، التابعة لـ”قسدٍ” أنَّ وفداً من هذه الإدارة “سيتوجّه قريباً” إلى العاصمة الروسية موسكو، للتباحثِ مع المسؤولين في وزارة الخارجية الروسية، حول حوارٍ يرقى إلى مستوى التفاوض بين الإدارة ونظام الأسد.
وأشارت المصادرُ لموقع “العربي الجديد”، أنَّ الجانب الروسي “يعتمد أسلوبَ خطوة خطوة في التقريب بين الطرفين”، مضيفةً أنَّه “سيتمُّ التفاوضُ على الملفّات كلّ على حدّة، بحيث يبدأ التباحثُ حول الملفاتِ الأكثر سهولة والتي من الممكن التوصلُّ لاتفاقٍ حولها مثل ملفي التربية والتعليم”.
مشيرةً إلى أنَّ روسيا أشرفت قبل أيامٍ على إزالةِ أحدِ أكبرِ الحواجز الأمنيّة التابعة لنظام الأسد في مدينة القامشلي، ورجّحت المصادرُ أنْ تكونَ إزالةُ الحاجز قد جرتْ بأمرٍ روسي من ضمن إجراءات بناءِ الثقة بين الإدارة الذاتية والنظام.
وسبق أنْ حاولتْ روسيا خلال السنوات الماضية، ردمَ هوّةِ الخلاف بين “قسدٍ” ونظامِ الأسد من خلال جولاتِ حوارٍ جرت في دمشق، إلا أنَّها فشلت بسبب رفضِ النظام الاعترافَ بالميليشيا و”الإدارة الذاتية”، وهو شرطُ “قسدٍ” لنجاح أيّ تفاوض يفضي إلى نتائج.
وكانت إلهام أحمد، رئيسةُ الهيئة التنفيذية لـ”مسدٍ” قد أكّدت في تشرين الثاني الماضي، أنَّ القبول بحلّ سياسي أو حوارٍ مع نظام الأسد لا يعني إطلاقاً التنازلَ أو تسليمَ أيّ منطقة لقواته.
كما يستغلُّ نظامُ الأسد التلميحات الأميركية، لانسحابٍ محتملٍ من شمال شرقي سوريا، لدفع “الإدارة الذاتية” إلى تقديم تنازلاتٍ كبيرةٍ، مقابلَ اتفاق سياسي يحسم مصيرَ هذه الإدارة ومصيرَ “قسد”، ومن ثم مصيرَ المناطق التي تسيطر عليها الأخيرةُ في شرقي نهر الفرات وغربه.
ويطالب نظامُ الأسد باستعادةِ السيطرة على منطقة شرقي نهرِ الفرات كاملة، مقابلَ “حقوق ثقافية”، معتمداً على حاجة “قسد” إلى وجوده في المنطقة، لمنعِ أيِّ أعمالٍ عسكرية واسعةِ النطاق من قِبل الجيش التركي