الدانماركُ تهدّدُ لاجئينَ سوريينَ بالترحيلِ أو الاحتجازِ

يواجه لاجئون سوريون في الدانمارك خطراً كبيراً يتمثّل في ترحيلهم إلى مناطق نظام الأسد التي هربوا منها بسبب القصف والقتل، حيث ترفض سلطاتُ الهجرة الدنماركية تجديدَ بطاقات الإقامات التي كانت بحوزتهم رغم وجودهم منذ عدّةِ سنوات في الدانمارك.

وكشف فيلم وثائقي لمحطة البثّ العام الدنماركية (DR)، إرسال الحكومة الدنماركية رسائلَ تهديد للاجئين سوريين أطفال، لإقناعهم بمغادرة الدنمارك “طواعية” بدلاً من تعرّضهم لخطر الترحيل أو الاحتجاز لأجل غيرِ مسمّى.

ويعرض فيلم “هارب من الدنمارك”، قصصاً لأطفال سوريين، تعرّضوا لحملة الحكومة ضدّ اللجوء، على اعتبار أنَّ آباءهم يخضعون لإجراءات اللجوء، واستهدفت رسائل الحكومة الأطفال الذين تقلّ أعمارهم عن 15 عاماً.

ونقل الفيلم قصة لطفلة سورية تعيش وتدرس في الدنمارك منذ 8 سنوات، أنّها تلقّت رسالة من دائرة الهجرة الدنماركية قالت فيها، “إنْ لم تغادري طواعيةً، فمن الممكن إعادتك قسراً إلى سوريا”.

في هذا السياق أيضاً، نشرت لاجئة سورية تعيش بالدانمارك على صفحتها الرسمية في تويتر، بأنَّها مهدّدة بالترحيل إلى مناطق الأسد، مناشدةً المنظمات والسلطة بعدم ترحيلها.

وقالت اللاجئة في تغريدتها، “اسمي خولة وأنا لاجئة سورية، هربت مع أخي من الدكتاتور الأسد الذي قتل أهلي وجئتُ إلى الدانمارك في 2014، وتعلّمت اللغة الدانماركية، والآن يتمُّ ترحيلي إلى سوريا، أناشدكم لعدم ترحيلي”.

وتتخذ الدانمارك موقفاً متشدّداً من تجديد إقامة مئات اللاجئين السوريين الذين وصلوا إلى أراضيها قبل قرابة 10 سنوات، حيث ترفض تجديدَ إقاماتهم وتعتبر أنَّ بلدهم بات آمناً وبإمكانهم العودةُ إليه، وهو أمرٌ لا ينطبق مع موقف الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي من مسألة اللاجئين السوريين.

ورغم عدم وجود إحصائية دقيقة حول أعداد اللاجئين السوريين الذين رفضت الدانمارك تجديدَ وثائق الإقامة التي بحوزتهم، إلا أنَّ أعدادهم كبيرة، رغم الانتقادات اللاذعة من قِبل مؤسسات دولية تعنى بحقوق الإنسان مثل “هيومن رايتس ووتش” التي اتّهمت في منتصف شهر آذار الماضي السلطات بالتمييز في المعاملة بين اللاجئين السوريين والأوكرانيين.

ويُقدّر عددُ اللاجئين السوريين في الدنمارك بنحو 44 ألفاً، منهم 35 ألفاً دخلوا البلاد بعد الـ2011، وحصل بعضُهم على لجوء سياسي، وإقامات مؤقّتة، وإقامات “حماية مؤقتة”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى