روسيا تفشلُ في إقناعِ شخصيّاتٍ معارضةٍ بالمشاركةِ في انتخاباتِ نظامِ الأسدِ الرئاسيّةِ

كشف مركز “جسور للدراسات” عن مساعٍ روسيّة امتدت لأكثرَ من عام، بهدف إقناع أشخاص وكيانات في المعارضة الخارجية بالترشّح للانتخابات الرئاسية في سوريا، وسطَ حديث عن احتمالية تأجيل الانتخابات.

وأضاف أنَّ مشاركة معارضة الخارج تتطلّب تغييراً في الدستور الحالي “دستور 2012” الذي ينصُّ على أنْ يكونَ المرشّح مقيماً في سوريا عند الترشّح بشكلٍ متواصل خلال الأعوام العشرة الماضية، مشيراً إلى أنَّ روسيا طرحت مع عدد من الأطراف فكرة تأجيل الانتخابات، وهو ما لا يعني بالضرورة أنّها كانت جادة بخصوصها، ولكنَّها كانت مستعدّة لمناقشتها على الأقلِّ.

وتابع المركز، بأنَّه رغم شكلية الانتخابات على المستوى الداخلي، ولكنَّ نظام الأسد وداعميه يواجهون عدداً من التحدّيات التي قد تفسد الاستثمار السياسي والإعلامي فيها، ومن أبرز هذه التحدّيات غيابُ السيطرة الفعلية للنظام وحلفائه على حوالي نصف الأرض السورية، حيث يشمل ذلك مناطق الشمال السوري الخاضعة لسيطرة المعارضة، ومناطق سيطرة ميليشيا “قسد”، والتي ينحصر تواجدُ النظام فيها في مربّعات أمنيّة داخل المدن، ومناطق درعا والسويداء، والتي يحضّر فيها النظام بصورة محدودة.

لكن يبدو أنَّ تحديد مجلس الشعب التابع لنظام الأسد لموعد الانتخابات الرئاسية في 26أيار المقبل، يؤشّر إلى أنَّ موسكو فشلت في التوافق على تأجيل الانتخابات، أو إقناع شخصيات المعارضة بالمشاركة، ليتمكّنا من التوصّل إلى صفقة مع المجتمع الدولي لتأجيل الانتخابات مقابلَ مكاسبَ سياسية أو اقتصادية, وفقاً للمركز.

وأكَّد الباحث في “مركز جسور”, وائل علوان, أنَّ روسيا عقدت أكثرَ من اجتماع مع منصّات من المعارضة السورية “منصّة القاهرة، منصّة موسكو، هيئة التنسيق” ومن ميليشيا “قسد” بهدف دفعِ شخصيات من هذه الكيانات إلى المشاركة في الانتخابات الرئاسيّة.

وأضاف “علوان” في حديث لصحيفة “القدس العربي”، أنَّ “هيئة التنسيق الوطنيّة” اشترطت على سبيل المثال عدم ترشّح رأس نظام الأسد للانتخابات قبل أنْ توافق على ترشيح شخصية منها للمشاركة في الانتخابات.

وحسب الباحث، فإنّ روسيا التي فشلت بالتوصّل إلى صفقة حول الانتخابات الرئاسية السورية، مع المجتمع الدولي والولايات المتحدة وأوروبا، أوعزت إلى نظام الأسد بالإعلان عن إجراء الانتخابات، كما تريد إيران.

وقال علوان, كانت روسيا تخطّط على أن تظهر الانتخابات الرئاسية المرتقبة بأنها انتخابات مختلفة عن انتخابات عام 2014، بمعنى أنَّها كانت تخطّط لاختراق الرفض وعدم الاعتراف الدولي بنتائجها، من خلال الحديث عن إمكانية حدوث تعديلات وتأثيرات في ملفّ الانتخابات، لكـنَّ ذلك لم يحـدث.

في المقابل، شكك المحلّل والناشط السياسي “أسامة بشير”، بالأنباء التي تتحدّث عن استعداد روسي لتقديم تنازلات للمعارضة السورية بما يخصُّ ملفَّ انتخابات الرئاسة التي سيجريها نظامُ الأسد في أيار المقبل.

وقال لـ”القدس العربي” إنَّ الموقف الروسي واضح، فموسكو تدعم إجراءَ هذه الانتخابات، وتعتقد أنَّ من شأنها زيادةَ الضغط على المعارضة السورية والمجتمع الدولي، بحيث تريد روسيا بعثَ رسائل أنَّها ماضيّة في التمسك برأس نظام الأسد، وفي طريقتِها للحلِّ في سوريا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى